أكد مدير مركز التنمية الأسرية في الأحساء عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور خالد الحليبي تزايد العنف الأسرى في السعودية، موضحاً أن نسبة حالات «العنف الأسري» المُبلغ عنها لحقوق الإنسان بلغت 22 في المئة من إجمالي 5600 قضية فى حين دلت بعض الدراسات على أن 90 في المئة من مرتكبي حوادث «العنف الأسري» هم من الذكور، وأن أكثر من 50 في المئة من الحالات تخص «الزوج ضد زوجته»، لافتاً إلى أن «الحالات في ارتفاع مستمر مع أنها لا تمثل حقيقة الأمر». وأشار خلال برنامج تدريبي بعنوان «أسرة آمنة كيف تحميها؟»، المقام في مركز الإنماء الأسري في الأحساء بالتعاون مع مركزي التنمية الأسرية في الأحساء والدمام، بمشاركة 45 متدرباً ومصلحاً أسرياً في المنطقة الشرقية، إلى أن «استطلاعات ودراسات علمية حديثة، أكدت أن 35 في المئة من حالات «العنف الأسري» سببها ضعف الوازع الديني، بجانب الأسباب الاقتصادية كالفقر. لاسيما إذا كان الأب عاطلاً عن العمل، والأسرة في ظروف سكنية صعبة، بالإضافة إلى التصورات الخاطئة، التي يرى فيها المجتمع أن القسوة عنصر ضروري في تربية الأولاد، وأن للأب أن يفعل ما يشاء بطفله»، مؤكداً أن «عدم العناية بالأطفال ضحايا الإساءة، يجعل منهم بؤراً تثور في وجه الاستقرار الأسري وربما الأمني». وقال الحليبي إن «الغالبية العظمى من الأحداث الذين يعانون من العنف الأسري، ويدخلون دور الملاحظة، يكون بسبب اختلاطهم بأصدقاء سيئين، وأن أغلب حالات العنف، تقع في الأسر المفككة، بسبب الطلاق أو وفاة أحد الوالدين، أو ابتلاء أحد أفراد الأسرة بالإدمان». ولفت إلى ان من «أسباب العنف الأسري ما يقوم به الإعلام من شحن عاطفي للأطفال، وتدريب يومي، يدخلهم عالم الجريمة بجدارة»، مستشهداً بمقولة أحد علماء النفس «إذا كان السجن هو جامعة الجريمة، فإن التلفزيون هو المدرسة الإعدادية لانحراف الأحداث»، لافتاً إلى أن أحد المختصين، أكد أن «الأطفال الذين يشاهدون سلوكيات عدوانية بحجم كبير في التلفزيون، بمقدورهم خزن هذه السلوكيات، ومن ثم استعادتها وتنفيذها، حالما تظهر المؤثرات الملائمة لإظهار هذه الاستجابة السلوكية العدائية». واستعرض بعض الإحصاءات العالمية في ظاهرة «العنف الأسري»، التي من بينها «ما يمارس ضد البنين والبنات داخل بيوتهم، وعلى أيدي ذويهم، حتى بلغ عدد الضحايا ما دون ال 18 عاماً نحو 73 مليون صبي، و150 مليون فتاة في العالم، وبلغ متوسط ضحايا العنف الجسدي داخل الأسرة سنوياً في إحدى الدول الأوروبية 28 سيدة وسبعة رجال، حيث يعاني غالبية الضحايا من إصابات جسيمة، نتيجة الضرب المبرح أو آثار محاولات القتل»، مبيناً أن «30 في المئة من الرجال المذنبين في حالات العنف الأسري يرتكبون جرائمهم تحت تأثير المخدرات أو الخمر، و10 في المئة من النساء ضحايا لهذه الاعتداءات». وأشار إلى أن «من بين الآثار المترتبة على العنف الأسري هروب الفتيات، وأن ما نسبته 70 في المئة من حالات هرب الفتيات سببها التحرش الجنسي داخل المنازل»، مؤكداً أن «الحرمان العاطفي تسبب في دخول 86.8 في المئة من عينة بحث في سجون النساء، بينما القضايا المادية الأخرى 13.2 في المئة». وأشارت دراسة حديثة إلى «تزايد عدد محاولات الانتحار بين النساء من 11 إلى 16 حالة شهرياً، وكذلك استنساخ التجربة الإجرامية مستقبلاً، حيث ثبت أن 95 في المئة من المعتدين على الأطفال تعرضوا للإساءة في طفولتهم، وأن 78 في المئة من السجناء تعرضوا للإساءة في طفولتهم، وأن 95 في المئة من العاهرات تعرضن للاعتداء الجنسي في طفولتهن، وأن 80 في المئة من متعاطي المخدرات تعرضوا للإساءة في طفولتهم»، لافتاً إلى أن نتيجة دراسة علمية أقيمت في العام 1428 على المدارس الثانوية، ذكرت أن «82.7 في المئة من الطلاب لديهم انحرافات جنسية مختلفة، وذكر معظم الطلاب في الدراسة أن المعلمين والمرشدين الاجتماعيين وحتى المقررات المدرسية كان دورها ضعيفاً جداً في الوقاية من المشكلات الجنسية ومعالجتها». وأكد الحليبي على ضرورة نشر الوعي الشرعي بثقافة الرفق في المجتمع، بين الأقارب على وجه الخصوص، وفي البيوت بشكل عام، وإطلاق فرق اختصاصية في حماية الأفراد من العنف الأسري والإيذاء بأنواعه، والوعظ والإرشاد الديني المهم لحماية المجتمع من مشكلات العنف الأسري، وتجريم الإيذاء الأسري من طريق وضع مشروع متكامل، يشمل العقوبات التي تحد من هذه الظاهرة الخطرة».