رسائل تفاؤل كثيرة يعبق بها صيف لبنان على رغم التأزّم السياسي و «طوفان» النفايات، رسائل فن ومحبة ورياضة تستلهم الجمال وخيرات الطبيعة وسحرها. «جنّات على مدّ النظر»، بالإذن من الراحل الكبير وديع الصافي، جسّدها طواف الثنائي عبدو ناضر ويوسف مراد، على دراجتين هوائيتين انطلاقاً من بلدة القبيات في أطراف لبنان الشمالي إلى جديدة مرجعيون في عمق الجنوب. رحلة مضنية وممتعة في آن واحد، ترافقت مع حفاوة كبيرة واكبت «المغامرَين» خلال خمسة أيام، اجتازا فيها 420 كيلومتراً. وتندرج هذه البادرة في إطار نشاطات جمعية «غرين مايند» تحت اسم «بايكاتون لبنان» في نسخته السادسة وشعارهLebanon bikeathon border to border من «الحدود إلى الحدود»، مسار متنوّع فريد من نوعه، مرّ بقرى ومعالم جبلية. وهذا النشاط هو ثمرة تعاون بين «غرين مايند» والاتحاد اللبناني للدراجات، ورعاية «سكوت» وتلفزيون «إل بي سي»، ودعم بلديات تنورين، حمانا ومرجعيون. طواف ترافق فيه جيلان رمزاً ل «استمرار التواصل والخروج من الذات الى الآخر ومع الآخر»، ناضر (51 سنة) أمين السر العام لاتحاد الدراجات، ومراد (17 سنة) بطل لبنان لسباقات ضد الساعة لفئة الشباب، وعرّجا في نهايته على بوابة فاطمة وقلعة الشقيف. وقد أبرزت الرحلة جمال لبنان الطبيعي في رسالة إيجابية إلى شبابه، ودعوة إلى اكتشاف الذات عبر اكتشاف قرى وبلدات ومعالم، وترافقت مع نشاطات اجتماعية وثقافية وفنية خلال 8 محطات استراحة واستضافة. وتبنّت قضية رفع مستوى الوعي لقضية الأطفال ذوي الحاجات الخاصة، والدعوة إلى إنشاء ممرات آمنة للدراجات، لتعزيز مزاولة الرياضة والوعي البيئي والصحي.