جربّت روسيا أمس، أحدث مقاتلة في ترسانتها الجوية، وأعلن مسؤولون عسكريون أن إمكانات الطائرة الحربية الجديدة تشكل اختراقاً لصناعات سلاح الجو، وتتفوق على مقابلاتها في الولاياتالمتحدة وحلف الأطلسي. وأعلن ناطق باسم شركة «سوخوي» الروسية لصناعة الطائرات أن التجربة الجديدة التي انتظرتها روسيا شهوراً وتم تأجيلها أول من أمس، لمدة يوم واحد بسبب الظروف الجوية، تمت بنجاح، إذ حلّقت طائرة مقاتلة جديدة تنتمي إلى الجيل الخامس من المقاتلات الروسية لمدة 45 دقيقة وقامت بمناورات أظهرت إمكاناتها المتفوقة. وتفتح المقاتلة الجديدة التي أطلقت عليها تسمية «تي - 50» على مرحلة جديدة في صناعة الطائرات الحربية، كما قال عسكريون روس اعتبروا أنها ستكون العنصر الأساس في تعزيز قدرات سلاح الجو الروسي لسنوات طويلة. ولدى «تي - 50» قدرة على التحليق لمدة طويلة بسرعة تفوق سرعة الصوت في النهار والليل وفي أي ظروف جوية، كما انها قادرة على التخفي وتضليل الرادارات، إضافة إلى إمكاناتها الهجومية العملاقة. وذكر خبير عسكري أن هذه الطائرة تعتبر «أكثر التقنيات المتطورة تكنولوجياً التي صنعتها روسيا في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي، إلى جانب غواصة «سيفيرودفينسك» وصاروخ «بولافا». وتعمل الطائرة «الشبح» الجديدة بمحركين، وتحمل أسلحتها في حاوية مخفية داخلها بهدف التمويه. وتحتل حاوية الأسلحة التي تتسع لنحو 2.5 طن، نحو ثلث حجم الطائرة. وفي الظروف القتالية العادية التي لا تستعدي التخفي يمكن «بي - 50» أن تحمل مزيداً من الأسلحة في حاويات خارجية، ليصل حجم حمولتها من الأسلحة إلى سبعة أطنان. والمقاتلة مزودة برادار متطور جداً قادر على اكتشاف الأهداف المطلوبة من على بعد يزيد عن 400 كيلومتر، وعلى تتبع 60 هدفاً في آنٍ، ويمكن الطائرة ضرب 16 هدفاً دفعة واحدة. ومع ظهور طائرة الجيل الخامس الروسية تكون روسيا أصبحت ثاني دولة تصنع مقاتلة من هذا الجيل بعد الولاياتالمتحدة في حين بدأت الصين أخيراً، العمل في مشروع لصنع طائرة مقاتلة من الجيل ذاته. ولا تزال معطيات كثيرة عن هذه الطائرة محاطة بالسرية. ووفقاً للمعلن منها فإن الطائرة «تي -50» تزن نحو 35 طناً، ويتم التحكم في محركي الطائرة رقمياً بواسطة جهاز الإدارة المندمج في نظام إدارة دورات ومعدات الطائرة كافة ويتصل به أيضاً الرادار الذي يرحّل المعلومات آلياً عن الأهداف المكتشفة الأخرى إلى الطائرات الصديقة، ما يحول المقاتلة الجديدة إلى مركز عمليات جوي متطور. كما أن «تي -50» مزودة بجهاز استطلاع إلكتروني جديد يستطيع اكتشاف أهدافه بشكل منفصل عن الرادار إذا دعت الحاجة لذلك، وهو قادر على إعاقة مضادات الطائرات عبر بث ذبذبات للتشويش. والطائرة التي ستدخل الخدمة في عام 2013، كما قال أمس رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، مسلحة بصواريخ بعيدة المدى وهي تحمل صاروخين من هذا الطراز في باطنها ويمكنها أن تحمل مزيداً من هذه الصواريخ في الحاوية الخارجية، وأيضاً، صواريخ يراوح مداها بين 120 كيلومتراً و230 كيلومتراً. والطائرة قادرة على حمل 12 صاروخاً مضاداً للطائرات في باطنها وهو صاروخ يتمتع بقدرة عالية على المناورة ويتجه إلى هدفه ذاتياً. وتستطيع الطائرة أن تحمل مزيداً من هذه الصواريخ في الحاوية الخارجية. وتتسلح الطائرة أيضاً بصواريخ مضادة للرادار وأخرى مضادة للسفن وبقنابل موجهة، وبمدفع عيار 30 ملم. يذكر أن الطائرة «تي - 50» صممت لمقارعة مقاتلة الجيل الخامس الأمريكية «أف - 22 أ» التي هي أغلى الطائرات في العالم حالياً، إذ يتجاوز سعرها ال300 مليون دولار. وكان من المفروض أن تشتري الحكومة الأميركية 600 طائرة من هذا الطراز، لكن اكتفت القوات الأميركية بشراء 183 طائرة من هذا الطراز، بسبب ظروف الأزمة المالية. ويقول خبراء في وزارة الدفاع الروسية أن «تي -50»، «تتفوق في الواقع على المقاتلة الأميركية التي صممت لمواجهتها».