طرحت مشاركة 27 فيلماً سعودياً من أصل 64 فيلماً في مهرجان الخليج السينمائي الثاني، تساؤلات عدة عن غياب دور العرض في المملكة، وقلة الدعم للأعمال السينمائية السعودية، ومطالبات بدعم تلك الأفلام. وقال رئيس لجنة التحكيم في مهرجان جدة السينمائي المخرج خالد الطخيم: «قدمنا خلال إعلان جوائز مهرجان جدة ورقة عمل تضمنت أفكاراً عدة منها: «أن عدداً كبيراً من الشبان عندما تتوافر لديه أدوات الفيلم لا يوجد ما يعوقه في إنتاجه، منهم من يصور بكاميرات رقمية، والجيد يصور بأخرى عالية». وأضاف: «الأفلام السعودية تتعامل بروح الفيلم، أما التقنية والمعدات فغير موجودة، ولا يمكن إنتاج أفلام قوية من دون التقنية والمعدات المتطورة والمكلفة»، لافتاً إلى وجود مبدعين شباب لديهم حب وفهم وحالة وعي في متطلبات السينما. وقال إن تطور الأعمال السينمائية في المستقبل يعتمد على تراكم التجربة في العمل، ودعم تلك المواهب، مع الأخذ في الاعتبار الاعتماد على مديري تصوير سينمائيين ومعدات متطورة، وكتّاب سيناريو جيدين، وعلى الجمهور تلمّس الأخطاء والضعف، من دون أن يتجاهل أننا لا نزال في البداية، مطالباً أصحاب الأموال بتقديم تبرعات مالية وتبني ورعاية أفلام، إذ إن وجود الجهة الراعية يُحدث أعمالاً على مستوى عال من التقنية والإقبال الجماهيري. وذكر المخرج فيصل العتيبي الذي حصل على المركز الثاني، وخمس جوائز، أن غزارة الإنتاج السينمائي تعود إلى حماسة صانعي الأفلام السعوديين ورغبتهم في عمل شيء يروي عطشهم لهذا الفن، ويعبّر عن أفكارهم وهمومهم ويبرز مواهبهم، ونوع من المنافسة مع زملائهم في دول الخليج، إضافة إلى التشجيع من المتابعين والمهتمين. وأضاف أن غزارة الإنتاج تدل على وجود المواهب التي لديها حس سينمائي جيد ورغبة في صنع أفلام يعبرون خلالها عن همومهم وطموحاتهم، مشيراً إلى أن معظم الأفلام الفنية ذات جودة ضعيفة، خصوصاً من النواحي الفنية، لأن معظمها أفلام قصيرة تم إنتاجها بموازنة ضعيفة ولم يتجاوز تصويرها يوماً واحداً. وذكر أن الأفلام السعودية المشاركة في مهرجان الخليج السينمائي كانت جيدة، ومتنوعة في مواضيعها وطرحها لهموم المجتمع بعمق وجرأة كبيرة، إذ إنها كانت ملفتة للمتابعين والمشاركين في أوساط المهرجان، ونافست بقوة في جوائز المسابقة. وعن تطوير الأعمال المقدمة في السينما السعودية أوضح أنه يجب إنشاء معاهد ومراكز لتدريب وصقل موهبة العاملين والراغبين، وتأهيلهم في شكل احترافي، وجهاز أو هيئة رسمية تنظم وتدفع عجلة الإنتاج السينمائي في الطريق الصحيح بدلاً من التشتت وتوفر له الدعم والتشجيع اللازم، واستثمار القطاع الخاص في تمويل هذه الصناعة. ولفت إلى أن النتائج الجيدة التي حققتها الأفلام السعودية في مهرجان الخليج السينمائي كانت جميعها باسم الوطن، وعندما تصفحت مواقع وكالات الأنباء العالمية غداة المهرجان وجدت أن معظم العناوين تقول إن السعودية والعراق تصدرا نتائج المهرجان، وهذه النتائج بذرة أولى في طريق طويل لتأسيس صناعة سينمائية ذات بصمة سعودية، متمنياً من وزير الثقافة والإعلام دعم هذا النشاط والحراك الثقافي السينمائي ليصبح رافداً إعلامياً ينقل صورة الوطن المشرقة للعالم، ويعرّف بعادات مجتمعنا وتقاليده، ويحلل ويناقش مواضيعه بمسؤولية. لا تقارنوا وحول المقارنة بين مهرجاني جدة والدمام السينمائي من ناحية ومهرجان الخليج السينمائي الثاني قال إنه لا «وجود للمقارنة، فمهرجان الخليج السينمائي يحظى بدعم وتنظيم مباشر من هيئة دبي للثقافة، وترعاه شركات اقتصادية وإعلامية كبرى، ويحظى بتنظيم احترافي وتغطية إعلامية جيدة، إضافة إلى عرض الأفلام في دور سينما حقيقية ومفتوحة لعموم الجمهور، ولكن لا ننكر الجهود الكبيرة المبذولة في مهرجاني جدة والدمام، وتفاني المسؤولين والمنظمين في الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة». بدوره قال الفنان فايز المالكي: «يجب أن نفرض وجودنا كسينمائيين»، مشيراً إلى أن المملكة تحظى بالموهوبين في هذا المجال، مستدلاً على ذلك بغزارة الإنتاج السينمائي، إذ إن الأفلام المقدمة حالياً هي أعمال هواة وستكون أعمال محترفين. وأوضح أن تطوير الأعمال السينمائية السعودية يكون باختيار النص والمنتج الجيدين، إضافة إلى دور عرض مميزة، لافتاً إلى أن الدفع بعجلة الإنتاج السينمائي ودعم الأفلام هما في يد المنتجين وأصحاب القنوات الفضائية.