«واحد – صفر» كانت نتيجة مباراة مصر - الكاميرون التي فازت فيها مصر في نهائي كأس الأمم الأفريقية العام 2008، وعلى هذه الخلفية نسجت كاتبة السيناريو مريم نعوم أحداث هذا الفيلم الذي حمل العنوان نفسه، والذي حققته كاملة أبو ذكرى ورسمت شخصياته. نيفين (إلهام شاهين) القبطية التي ترفض الكنيسة السماح لها بالزواج مجدداً لأنها كانت هي التي طلبت الطلاق من زوجها الأول، على رغم أنها عاشت ست سنوات في عذاب معه وثلاث سنوات معلقة وخمس سنوات تنتظر رد الكنيسة. شريف (خالد أبو النجا) مذيع ناجح لكنه مغرور يحب نيفين، لكنه يتخلى عنها تقريباً عندما تصبح حاملاً وتتمسك بالاحتفاظ بالطفل. فهو لا يريد هذا الالتزام. ريهام (نيللي كريم) فتاة محجبة تعطي حقناً للمرضى في منازلهم. وأختها هي نادية أو لينا وشهرتها «زينة» مغنية شابة تتعمد الإثارة في ملابسها وحركاتها لذا لا ترضى ريهام عما تفعله. انتصار أم محرومة من حنان الرجل وتحاول بكل الطرق أن تجد وسيلة للرزق. أما ابنها فهو عادل (أحمد الفيشاوي) الذي يعمل في محل كوافير للنساء ويطمح في إنشاء محل خاص به وهو الذي تقع نادية في غرامه. تتشابك وتتعارض الأحداث بين هذه الشخصيات. وفي الخلفية تقام استعدادات الجماهير للذهاب إلى «الاستاد» أو مشاهدة المباراة في التلفاز. يجمعهم أمل في الفوز. من هنا فإن أحداث الفيلم تدور في يوم واحد هو يوم إقامة المباراة. في هذا اليوم تعرف نيفين أنها حامل وأن شريف يتخلى عنها، بينما تقع لينا في براثن منتج أغنياتها الجنسية (حسين الإمام) الذي يستغلها أيضاً ولا يعطيها حقوقها المالية كما يجب. وتتعرف ريهام للمرة الأولى على شاب طيب يعمل في محل لبيع السندوتشات ويقع في حبها. ويصدم شريف بسيارته حفيد رجب السايس (لطفي لبيب). في نهاية اليوم، أثناء المباراة تتجمع هذه الخيوط المتعددة: يقبض أمين شرطة على ريهام وصديقها بتهمة القيام بفعل فاضح في الطريق وهو أمر لم يحدث. ويتفق شريف ورجب على التصالح وعدم تصعيد الأمر إلى النيابة بعد أن يدفع شريف له مقابلاً مادياً. وتذهب نيفين إلى قسم البوليس لمساعدة ريهام وصديقها. وتفوز مصر بالمباراة فينسى الأبطال همومهم ويسود التسامح بين الشخصيات على خلفية هذا الفوز، حتى أن ضابط الشرطة يصرف ريهام وصديقها من القسم من دون إجراءات ويقبل بتصالح شريف ورجب السايس من دون تعنت، وتبتهج الشخصيات جميعاً بالفوز على رغم ما كانت تعانيه في اليوم نفسه. ما ميز هذا الفيلم البسيط كان، مثلاً، ديكور أمير أبو المعاطي الذي أتى للطبقتين الثرية والفقيرة، ميزه كذلك مونتاج منى ربيع ولا سيما في المشاهد السريعة مثل مشاهد الشجار والمشاهد العادية معتدلة السرعة بالفيلم، وفي المجمل هيأ المونتاج للفيلم إيقاعاً متوازناً وغير ممل. أما حركة الكاميرا وأحجام اللقطات على اختلافاتها فأتت متناسقة ونوعية المشاهد التي تصورها، في النهاية «واحد – صفر» هو فيلم جميل للمخرجة الشابة كاملة أبو ذكرى التي طرحت فيه قضايا مهمة عدة من خلال حدث أساسي ويوم واحد وفرح غامر.