انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما مرشحي الرئاسة الجمهوريين مايك هاكابي ودونالد ترامب لانتقادهما الحاد للاتفاق النووي الإيراني وقضايا أخرى قائلا إن "لهذا أثرا مدمرا على النقاش السياسي". وانتقد هاكابي وهو ضمن أكثر من عشرة أشخاص يتنافسون على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة اتفاق القوى الدولية مع إيران بشأن برنامجها النووي بالقول إن أوباما يقود الإسرائيليين "إلى باب الفرن" في إشارة لغرف الغاز النازية التي قتل فيها ملايين اليهود خلال المحارق النازية. كما ألمح ترامب إلى أن كثيرا من المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين يرتكبون جرائم اغتصاب وسخر من سجل السناتور الجمهوري جون مكين خلال حرب فيتنام. وفي حديثه للصحافيين في إثيوبيا قال أوباما إن "تعليقات حاكم أركنسو السابق دليل على تراجع الحوار السياسي في الحزب الآخر". وقال أوباما "لدينا سناتور حالي يصف جون كيري بأنه بيلاطس البنطي. لدينا سناتور حالي مرشح للرئاسة يشير إلى أني أقود دولة ترعى الإرهاب. هؤلاء هم القادة في الحزب الجمهوري". وبيلاطس البنطي هو الملك الذي أمر بملاحقة السيد المسيح لصلبه. وكان أوباما يشير للسناتور تيد كروز الذي انتقد السياسة الخارجية للرئيس والسناتور توم كوتون الذي شبه وزير الخارجية كيري ببيلاطس. ورد هاكابي على أوباما بمقال نقدي للاتفاق النووي مع إيران. وقال هاكابي في بيان مكتوب "الشيء الغريب والمحزن هو أن الرئيس أوباما لا يتعامل بجدية مع تهديدات إيران المتكررة. على مدار عقود تعهد زعماء إيرانيون بتدمير إسرائيل ومحقها وإزالتها من الخريطة من خلال محرقة كبيرة". وأشار الرئيس أيضا لما قاله دونالد ترامب الملياردير الذي صعد ليتصدر استطلاعات الرأي للحزب الجمهوري وتعليقاته المثيرة للجدل عن المهاجرين غير المسجلين وعن مكين الذي كان سجينا أثناء الحرب في فيتنام. وقال أوباما "أصيب الحزب الجمهوري بصدمة حين أدلى ترامب ببعض من تلك التعليقات التي ينفي فيها بطولة السيد مكين وهو شخص تعرض للتعذيب وأصبح بطلا يشار إليه بالبنان". وأضاف "ينشر هذا ثقافة حيث تصبح مثل هذا الهجوم معتادا". وتفوق أوباما على مكين في انتخابات الرئاسة 2008. وأظهرت تعليقات الرئيس اليوم رغبة متزايدة في النزول لحلبة الصراع في الانتخابات التمهيدية الرئاسية رغم دفاعه عن الاتفاق مع إيران الذي ساهم فيه كيري ووزراء خارجية آخرون في مفاوضاته. ويعارض الجمهوريون الاتفاق بشكل كبير ويخوض البيت الأبيض لحملة ضاربة سعيا لإقراره في الكونغرس. وأضاف أوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هايلي مريم ديسالين رئيس وزراء إثيوبيا في أديس أبابا "هناك سبب لاعتقاد 99 في المئة من العالم أن الاتفاقية جيدة.. هذا لأنها جيدة بالفعل". وأضاف "لم أسمع حتى الآن رأيا يقوم على الحقائق من الطرف الآخر يصمد أمام التدقيق." واليوم أيضا قالت مرشحة الرئاسة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون إنها تعتبر تعليقات هاكابي عدائية. وقالت خلال تجمع انتخابي في ديس موينس بولاية أيوا "بوسع المرء أن يختلف مع تفاصيل في الاتفاق من أجل كبح برنامج التسليح النووي لإيران، وهذه لعبة عادلة. لكن هذا يتجاوز الحدود". وفي نيويورك قالت رابطة مكافحة تشوية السمعة إنها حزنت لأن هاكابي زج بالهولوكوست في إشارته للعلاقات الأميركية الإسرائيلية. وقال مديرها جوناثان جرينبلات في بيان "أجريت مناقشات جادة خلال الأسابيع الخمسة الماضية في الكونغرس بشأن الاتفاق الإيراني. دعونا جميع الأطراف بغض النظر عمن هو ليبرالي أو محافظ لإجراء هذا النقاش بطريقة مسؤولة ومتحضرة". "هذا النداء ينبغي أن ينطبق على المرشحين للرئاسة أيضا".