ذكر زعماء إحدى أكبر قبائل البشتون، في منطقة جلال أباد شرق أفغانستان، أنهم سيساعدون الحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة في مواجهة حركة طالبان مقابل الحصول على معونات أميركية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الخميس أن زعماء قبلية "شينواري" التي تشكل حوالي 400 ألف شخص تعهدوا بمقاتلة طالبان وإرسال شاب واحد على الأقل من كل عائلة للانضمام إلى قوات الجيش أو الشرطة في حال وقوع أي هجوم من الحركة. وفي مقابل المساعدة التي تقدمها القبيلة، وافق قادة الجيش الأميركي على تقديم مبلغ مليون دولار في مشاريع إنمائية مباشرة إلى زعماء القبيلة من دون المرور بالحكومة الأفغانية التي يعتبرها الكثيرون فاسدة. ونقلت الصحيفة عن أحد شيوخ قبيلة "شينواري"، مالك نياز قوله "تحاول طالبان تدمير قبيلتنا وهم يأخذون المال منّا ويأخذون أبناءنا للقتال"، وأضاف "إن تحدونا الآن، سنهزهم". ويعتبر هذا الاتفاق هو الأول من نوعه الذي تعلن فيه قبيلة كاملة من البشتون القتال ضد متمردي طالبان. غير أن الكثير من المشككين يؤكدون أن هذا الاتفاق هشّ بما أن الموالاة في أفغانستان تتغير بسرعة وقد يتغير موقف قادة القبيلة في حال انخفض التمويل الأميركي، كما أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان زعماء القبائل لا يزالون قادرين على السيطرة على أتباعهم بعد تغير الشبكة الاجتماعية إثر 30 سنة من الحروب. كما ان طالبان أقوى من القبائل نفسها في عدة مناطق. ويعتبر هذا الاتفاق جزءاً من سياسة العصا والجزرة التي تتبعها الولاياتالمتحدة مع طالبان، فعلى الرغم من اتحادها مع القبائل لمواجهة الحركة وإرسال المزيد من الجنود إلى أفغانستان إلا أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يدعو عناصر طالبان إلى التخلي عنها مقابل إغراءات مادية ووظيفية والعفو عنهم، ويسعى إلى نيل الدعم الدولي لهذه الخطوة من خلال المؤتمر الذي تستضيفه لندن اليوم الخميس حول أفغانستان. ويشبه الاتفاق مع قبيلة "شينواري" إلى حد ما الاتفاق مع القبائل السنية في العراق التي وافقت على مقاتلة تنظيم القاعدة ما أدى إلى تراجع قوة التنظيم في البلاد. ويأتي التوتر بين القبيلة و حركة طالبان على خلفية حادث اختطاف الحركة لمهندسين أفغانيين كان يعملان على إنشاء سدّ في منطقة القبيلة، ما أدى إلى قتال بين الطرفين وطرد زعيم طالبان في المنطقة إلى باكستان. كما كان للاتفاق خلفية اقتصادية، إذ يكسب معظم أفراد القبيلة رزقهم من خلال عمليات التهريب عبر الحدود الباكستانية، وقد حاولت طالبان السيطرة على أعمالها. وأشار شيوخ القبيلة إلى فرض عقوبات مشددة على الأشخاص المتعاونين مع طالبان مثل تغريمهم مبالغ كبيرة وطردهم من المنطقة وحرق منازل الأشخاص الذين يؤوون عناصر من طالبان. غير أن أحد شيوخ القبلية المدعو حاجي كافتا أكد أنهكم لجأوا إلى هذه الخطوة لحماية أنفسهم وليس بهدف التعاون مع الحكومة التي أصر على أنهم "لا يثقون بها على الإطلاق".