ترسي شركتا أرامكو السعودية، و«كونوكو فيليبس» الأميركية خلال الربع الثاني من العام الحالي عروض بناء مصفاة ينبع النفطية المتوقع أن تبلغ كلفتها نحو 6.6 بليون دولار بعدما أعادتا طرح المنافسة الخاصة بإنشائها العام الماضي بطاقة 400 ألف برميل في اليوم في مدينة ينبع الصناعية. وعلمت «الحياة» أنه لن يتم تأجيل مشروع المصفاة التي تم الاتفاق عليها وجدولة مواعيدها، بخاصة أن أرامكو السعودية، سيكون أمامها مشروع مصفاة جازان التي ستقوم بتنفيذها أيضاً خلال الفترة المقبلة، ما يجعل الشركة تعمل على إنجاز 3 مصاف نفطية عملاقة في وقت واحد. وقالت المصادر إن إعادة طرح المصفاة جاءت بعد التحسن الذي طرأ على الأسواق، وأتاح فرصة جيدة ل «أرامكو»، و«كونوكو فيليبس» لإعادة تفعيل عملية المنافسة الخاصة بمشروع المصفاة، والتي ستصمم بحسب أحدث ما وصلت له التقنية والتي ستزود السوق المحلية والعالمية بمنتجات بترولية مكررة عالية الجودة. وأضافت أنه يجري تصميم المصفاة ذات القدرة التحويلية الكاملة لمعالجة الزيت الخام العربي الثقيل الذي تنتجه أرامكو السعودية، كما ستنتج المصفاة منتجات بترولية عالية الجودة تحتوي على نسب فائقة الانخفاض من الكبريت، من شأنها أن تفي بالمواصفات الحالية والمستقبلية لهذه المنتجات. ومن المستهدف أن يبدأ تشغيل المصفاة في الربع الثالث من العام 2014. وتم توجيه الدعوة لتقديم العطاءات للأعمال المبكرة، وإصدار مستندات لمقاولات كبرى لمقاولين محليين ودوليين من ذوي الخبرة في هذا المجال. وتشمل هذه المقاولات مقاولة لإنشاء وحدة للفحم البترولي، وأخرى للزيت الخام وثالثة لمرفق البنزين إلى جانب مقاولات لإنشاء وحدة التكسير الهيدروجيني وساحة الخزانات وخطوط الأنابيب الخارجية وكذلك المقاولات الخاصة بإمداد الطاقة الكهربائية عالية الجهد والبنية الأساسية الأخرى. وكانت تقارير صحافية ذكرت أمس، أن أكثر من 20 شركة هندسية عالمية رفعت عروضها النهائية لعقود بناء وحدات العمليات الرئيسية، ومرافق التخزين في المصفاة. وتتوزع كلفة الحزم الرئيسية المذكورة على النحو الآتي: وحدة الكوكر 1.2 بليون دولار، ووحدة الزيت الخام 970 مليون دولار، ووحدة الغازولين 2.3 بليون دولار، ووحدة تكسير الهيدروجين 1.2 بليون دولار، ووحدة الخزانات 900 مليون دولار. وبحسب نشرة «ميد»، تتنافس 6 شركات للحصول على عقد وحدة الكوكر، وثلاث شركات لوحدة الزيت الخام، وثلاث شركات لوحدة الغازولين، وست مجموعات من الشركات لوحدة تكسير الهيدروجين، بينما تتنافس 12 شركة للحصول على عقد وحدة الخزانات. في غضون ذلك، تم تمديد الموعد النهائي لتلقي عروض حزمة سادسة تتعلق ببناء وحدة لمعالجة المواد الصلبة بقيمة 450 مليون دولار حتى شهر آذار (مارس) المقبل بدلاً من 28 شباط (فبراير) المقبل، حسبما ذكرت مصادر قريبة من الصفقة. من جانب آخر، تقوم «أرامكو السعودية» حالياً بمراجعة وفحص العروض المقدمة من شركات الهندسة العالمية حيال تنفيذ أعمال التطوير والبنيات الأساسية لحقل السفانية البحري التابع لها بكلفة تقدر ببليوني دولار. وكانت ثلاث شركات رفعت عروض الهندسة والإنشاء EPC لمشروع تطوير السفانية بتاريخ 11 كانون الثاني (يناير) الجاري، علماً بأن الفائز في المشروع سيتولى بناء منصتين جديدتين في البحر، وتحديث تسع أخرى قائمة، علاوة على بناء خطوط أنابيب في المشروع. ويقول مصدر قريب من إحدى الشركات الساعية للحصول على عقد المشروع، إن «أرامكو» تعتزم إرساء العقود قبل نهاية شهر آذار (مارس) المقبل، علماً بأنها قد تتفاوض مع الشركات في محاولة منها للحصول على أفضل الأسعار. ويشمل العقد أيضاً توريد وإنشاء كوابل بحرية بقيمة تصل إلى نحو 250 مليون دولار، إلا أن «أرامكو»، بحسب النشرة، تدرس حالياً إمكان فصل هذا العمل من العقد الرئيسي، المقدر ب 750 مليون دولار، وطرحه كمناقصة مستقلة. وكان وزير النفط السعودي ذكر في عام 2008 أن حجم الإنتاج لدى شركة «أرامكو السعودية» في حقل السفانية البحري يصل حالياً إلى نحو 1.2 مليون برميل يومياً، مع إمكان رفع الإنتاجية إلى 1.9 مليون برميل يومياً عند الحاجة.