خصص اجتماع دولي، استضافته لندن بعد ظهر أمس، دعماً كبيراً لليمن في مواجهة التحديات التي يواجهها، خصوصاً النشاط المتزايد لعمليات تنظيم «القاعدة» والتمرد الحوثي في شمال البلاد وتحركات الإنفصاليين في جنوبها. وأكد بيان مشترك صدر في ختام اجتماع استمر ساعتين، وضم ممثلي أكثر من 21 دولة وخمس مؤسسات دولية، التزام المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب حكم الرئيس علي عبدالله صالح في تنفيذ خطة إصلاحات تتألف من 10 نقاط. وشدد المجتمعون على نفي كون المساعدات التي سيتلقاها اليمن من الدول الغربية والعربية تدخلاً في الشؤون اليمنية. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، شارك فيه نظيره اليمني أبو بكر القربي ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن «القاعدة» تريد أن تستغل عدم الاستقرار في أي مكان في العالم، بما في ذلك اليمن. لكنه شدد على أن التحديات الأمنية لا تُحل فقط من خلال خطط مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن بريطانيا لا تتدخل في شؤون اليمن الداخلية. ولاحظ ان اليمن يمر بازمة «يمكن ان تكون لها تداعيات على سكان اليمن وعلى المنطقة باسرها». وقال «نحن هنا لاننا نريد منع هذه الازمة، لكن امامنا فرصة محدودة لاحداث انقلاب في التوجه». ووعد ميليباند صنعاء بان تحظى بدعم المجتمع الدولي لاجتثاث الارهاب من جذوره، مؤكداً ان المسؤولية تقع «قبل كل شيء على حكومة اليمن». وأشار إلى أن مؤتمر لندن السابق المخصص لليمن في العام 2006 خصص مساعدات بقيمة خمسة بلايين دولار لحكومة صنعاء لكن هذا المبلغ لم يتم صرفه. وأعلن أبرز نتائج الاجتماع وعلى رأسها: تعهد الحكومة اليمنية إنها ستواصل عمليات الإصلاح بدعم من صندوق النقط الدولي، وأن مجلس التعاون الخليجي سيعقد اجتماعاً في السعودية في شباط (فبراير) المقبل يُخصص لموضوع اليمن، وان المجتمع الدولي يؤيد الاجراءات المتخذة من الحكومة اليمنية في مجال الاصلاح، والتعهد بتقديم مساعدة لليمن في مجال قوات خفر السواحل لضبط الحدود. وقال القربي «إن الاجتماع استمر ساعتين لكنني أؤكد لكم أننا خلال ساعتين انجزنا ما لا يُنجز في أيام». واضاف ان المطلوب من الحوثيين التزام النقاط الخمس التي تم الاتفاق عليها في السابق مع الحكومة. وقال: «ما خرجنا به اليوم يلبي المطالب اليمنية للحصول على مساعدات في مجال التنمية التي فاقمت قضية الارهاب». وتابع: «الاجتماع أكد ان العملية هي عملية شراكة بين اليمن واصدقائها» وان المجتمعين «أكدوا ضرورة المحافظة على وحدة اليمن واستقراره وسلامته» ومساعدة الحكومة اليمنية «في تنفيذ اجندة الاصلاح» التي تعهدت بها. أما كلينتون فقالت «اننا متشجعون من خطورة الأوضاع في اليمن» لكنها لفتت إلى أن حكومتها تدعم «الاجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية ضد القاعدة والمتطرفين». وطالبت اليمن بمضاعفة جهوده على ان يضاعف المجتمع الدولي جهوده في مساعدة اليمن أيضاً. وقالت إن الرئيس صالح قدم إلى اجتماع لندن خطة اصلاح من 10 نقاط، قائلة ان المطلوب تنفيذها وان لا تبقى حبراً على ورق. وشددت على ان الحل العسكري لا يكفي في مواجهة تحديات اليمن. وشهد نهار أمس اتصالات متواصلة بين الوزير ميليباند وعدد من نظرائه العرب خصوصاً مع ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة الصيغة النهائية للبيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع الذي كان بادر بالدعوة إليه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عقب محاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت طائرة مدنية أميركية فوق مدينة ديترويت يوم عيد الميلاد والتي تبيّن أن «تنظيم القاعدة» في اليمن هو من يقف وراءها. وافتتح ميليباند المؤتمر بعد الظهر بكلمة أكد فيها التزام بلاده دعم حكومة الرئيس صالح، محذراً من المخاطر التي تواجهها وتأثيرات ذلك على المنطقة بأسرها. وقال ميليباند: «اجتمعنا هنا كأصدقاء لليمن، جميعنا لديه ارتباط قديم وقوي من بلدكم. إننا هنا لأننا نعلم أن اليمن يواجه أزمة يمكن أن تترك انعكاسات على شعب اليمن والمنطقة برمتها. إننا هنا لأننا نريد أن نتجنب تلك الأزمة. لكنا لدينا فرصة محدودة فقط لتغيير مسار التيار. علينا أن نعمل معاً، بمشاركة الحكومة اليمنية». وتابع: «هذا الاجتماع سيركز على قضايا مختلفة تراوح بين السياسي والاقتصادي والاجتماعي.... إنني واضح (في القول) إن دورنا هو المساعدة، لكن المسؤولية في التصدي لتلك القضايا تقع أولاً وأخيراً على عاتق الحكومة اليمنية».