يلمع بريق الفضول في أعين كثير من زوار المعرض الدولي للتعليم العالي، الذين تقف إجادة اللغة الإنكليزية عائقاً أمام إشباع فضولهم، وإطفاء لهيب الحماس المتوقد، الذي حداهم إلى زيارة المعرض للتعرف على أبرز الجامعات العالمية المشاركة فيه. شريحة الشبان الذين اختلفت أعمارهم، كانوا من أكثر الزوار حيرة و خجلاً، فما أن تتنقل بين رواق وآخر داخل المعرض حتى تجد أحدهم يستفسر من آخرين عن ماهية العروض والمزايا التي تحملها جامعة عن غيرها. ويرى سعد الخالدي، أن المعرض استطاع جمع أكبر عدد الجامعات من مختلف دول العالم على بقعة صغيرة في مهمة ليست بالهينة بحد وصفه، مضيفاً «على رغم الجهود التي بذلها القائمون على المعرض في استقطاب العدد الكبير من الجامعات الأجنبية.. إلا أنهم لم يعملوا على توفير مترجمين يكونون حلقة وصل بين العارضين في الجامعات وزوار المعرض غير القادرين على التحدث والاستماع باللغة الإنكليزية». واستغربت تهاني الغفير، من تقديم معظم الجامعات المشاركة في المعرض كتيباتها الإرشادية لها باللغة الإنكليزية، «إذا سلّمنا بصعوبة توفير مترجمين لتوصيل المعلومة لزوار المعرض فكان الأجدر بالجهات المنظمة للمعرض أن تلزم المشاركين بتقديم كتيبات إرشادية باللغة العربية تسهل وصول المعلومة للزائر.. وبالتالي يتحقق المطلوب من إقامة المعرض». وأضافت «إذا استطعت أن أوجه بعض الأسئلة للعارضين بلغتي الإنكليزية المبتدئة.. فإني أجد صعوبة كبيرة في فهم الإجابة بدقة». محمد اليوسف، وقف أمام جناح إحدى الجامعات الأميركية يستجمع الكلمات الإنكليزية التي درسها أو حتى سمعها عبر وسائل الإعلام ليخاطب العارض، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل، «إذا كان المستهدف الرئيسي من المعرض هو الطالب.. فأستغرب كيف يمكن لمثلي الحديث بطلاقة مع العارضين والاستفادة من العروض المقدمة». وأضاف: «لم أر سوى النزر القليل من الجامعات الأجنبية التي تقدم المعلومات عن طريق عارضين عرب.. وكان الأجدر أن تحذو معظم الجامعات حذوها وتقدم المعلومات باللغة العربية، لأننا المستهدفون من إقامة هذا المعرض». واقترحت هيا الدخيل، الاستفادة من طلاب الجامعات السعودية الذين يجيدون التحدث بالإنكليزية ليتولوا مهمة الترجمة للزوار. وقالت: «أقسام اللغة الإنكليزية وكليات اللغات والترجمات مليئة بالطلاب والطالبات القادرين على تأدية مهمة الترجمة على الوجه المطلوب.. وستكون هذه فرصة لهم بلا شك للتدريب مبكراً على سوق العمل وتأدية مهمة في غاية الأهمية». وأضافت: «قررت المغادرة اليوم باكراً وزيارة المعرض غداً برفقة إحدى زميلاتي التي تجيد التحدث بالإنكليزية حتى تتولى مهمة الترجمة لي وتتم الفائدة المرجوة من زيارة المعرض». اختلاف في «الأهداف»... واتفاق على «الفائدة» تتنوع أهداف زوار المعرض الدولي للتعليم العالي باختلاف الفئة العمرية والمستوى العلمي والأكاديمي، وعلى رغم اختلاف الرغبات والطموحات إلا أن أجنحة 300 جامعة عالمية اكتظت بآلاف الزوار. ويشير خالد الباهلي، الذي يحمل درجة البكالوريوس في الإدارة إلى أن زيارته للمعرض جاءت بهدف الالتقاء بمسؤولي برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، ومعرفة فرص الابتعاث خلال السنوات المقبلة. وقال: «استبشرنا خيراً بقرار خادم الحرمين الشريفين بتمديد فترة الابتعاث خمس سنوات مقبلة... الأمر الذي ألهب فتيل الحماسة بداخلي لزيارة المعرض». ويضيف: «أفكر جدياً في إكمال دراستي الجامعية والحصول على درجة الماجستير في التخصص الذي أرغب فيه... ووجودي هنا لغرض التعرف على الفرص المتاحة ضمن البرنامج». واعتبر فهد المزيني الذي يحمل مؤهل الثانوية العامة ويرغب في دراسة البكالوريوس في إحدى الجامعات الأجنبية على حسابه الخاص، المعرض فرصة حقيقية للتعرف على أكبر الجامعات المشاركة فيه، «هو فرصة للإجابة عن التساؤلات الكثيرة التي تدور في ذهني حول آلية التسجيل والكلفة المادية للدراسة والامتيازات الأخرى التي تقدمها الجامعة... ووجدت حقيقة بعض الإجابات حول التساؤلات التي أطرحها على العارضين». بدورها تقول شهد الغانم أنها قدمت للمعرض لغرض التعرف على فرص الانتساب في الجامعات السعودية، «أكملت منذ سنوات دراستي الثانوية، إلا أن زواجي وارتباطي بمهمة تربية الأولاد حرماني من إكمال دراستي الجامعية على رغم من تحقيقي معدلاً جيداً نسبياً.. والمعرض فرصة لمعرفة الجامعات التي تسمح لي بالدراسة بطريقة الانتساب أو بطريقة التعلم عن بعد التي أسمع بها ولا أعلم شيئاً عنها... ولعلي أجد خلال تجوالي في المعرض الفرصة المناسبة لإكمال دراستي الجامعية». وعن الهدف الذي دفع فيصل البيشي لزيارة المعرض يقول: «لا أزال أدرس في المرحلة الثانوية وكلي طموح بأن أكمل دراستي الجامعية في إحدى الجامعات المتخصصة بالتقنية... ولذا حرصت على التواجد منذ وقت مبكر لأتعرف على الجامعات الأميز والأكثر خبرة في مجال التقنية».