قبل أسابيع ألقى الواعظ السعودي محمد العريفي خطبةً جرح فيها المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، وأحدثت هذه الخطبة ردود فعل غاضبة في السعودية وخارجها. وقبل أيام رد الشيخ حسن الصفار على كلام العريفي من على منبره في مدينة القطيف شرق السعودية، وقال: «أعتقد بأن هذا الشيخ وأمثاله لا يجرؤ أن يصف بهذه الصفات زعيم المسيحيين، لا يجرؤ ان يصف البابا بهذه الصفات، ونحن لا نقبل طبعاً بأن يصف البابا بهذه الصفات، لكنه لا يتجرأ أن يصف زعيم المسيحيين ولا زعيم الديانة اليهودية، ولا زعيم البوذيين، ولا زعيم أي من الديانات. قبل سنوات نشرت كاتبة في جريدة الرياض مقالاً فيه نوع من الإساءة الى الديانة اليهودية أو اليهود من الناحية الدينية، صارت ضجة، واضطرت الرياض لنشر مقال اعتذار عن ذلك المقال والكلمة. هذا مع الآخرين، وتجاه مرجعية شيعية، يتحدث هذا (العريفي) في خطبة جمعة وخطابه ينتشر، ولا اعتذار ولا كلام، وكأن الموضوع مقبول من الجميع . إن شاء الله هذا غير مقبول، إن شاء الله هذا تصرف فردي وشخصي، لكن المطلوب ان يكون هناك اعتذار، والمطلوب أن يكون هناك رد، المطلوب ان يكون هناك توضيح، لأن في هذا إساءة الى طائفة كبيرة من المسلمين». الشيخ الصفار أثار قضيتين مهمتين في خطبته، الأولى انه كان على الجهة التي يعمل لديها العريفي أن تصدر اعتذاراً للمواطنين السعوديين الذين مست مشاعرهم خطبته. فهو ألقى الخطبة المسيئة من على منبر الجمعة، ومنابر الجمعة تتبع لوزارة الشؤون الإسلامية، وترك الخطبة تمضي من دون توضيح واعتذار يعني ان منابر الجمعة في البلد أصبحت تعبيراً شخصياً عن الخطباء، وهذه قضية خطيرة، تحتاج معاودة نظر، فضلاً عن ان هذه المنابر ينبغي أن تبتعد عن التجريح والشحن المذهبي والطائفي، وتمتنع عن زج الدين في السياسة، وتستثمرها لإشاعة الاعتدال والتعايش والوفاق، وتأكيد وحدة البلد. القضية الأخرى التي أثارها كلام الشيخ حسن الصفار هي ان الخطاب الإسلامي تجاوز، في السنوات الأخيرة، وإلى حد بعيد، التعرض للأديان الأخرى السماوية، لكنه ما زال متمسكاً بالشحن المذهبي، بل ان الخطباء والوعاظ المتطرفين من الجانبين ساهموا في تأجيج الفتنة المذهبية بين المسلمين، وسخّروا الخطاب الديني لإشاعة حال من الكراهية بين أبناء البلد الواحد، ولا بد من وضع حد لهذا النزق.