أكد المندوب السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف رئيس وفد المملكة إلى مؤتمر الأممالمتحدة حول العنصرية (دوربان 2) الدكتور عبدالوهاب عطار أن بلاده تولي قضية التمييز العنصري أهمية بالغة، وتعمل على الحيلولة دون حصول ممارسات تنطوي على تمييز أو عنصرية. وقال عطار في كلمته أمام المؤتمر المنعقد حالياً في جنيف ان القوانين المطبقة في المملكة تحظر تشكيل المنظمات التي لها طابع عنصري أو تؤيد التمييز العنصري، كما تجرم من يقوم بتمويل أنشطة عنصرية أو إصدار نشرات أو مواد تحرض على الكراهية، اذ تستمد المملكة القوانين ذات الصلة بمكافحة العنصرية من أحكام الشريعة الإسلامية التي تؤكد على الإنسان بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو عرقه. كما أن تلك القوانين تتماشى مع ما ورد في الاتفاق الدولي للقضاء على جميع أشكال التميز العنصري وغيرها من الصكوك والاتفاقات الدولية ذات العلاقة التي انضمت إليها المملكة. وأضاف الدكتور عطار أن المملكة في هذا الاتجاه أنشأت المركز الوطني للحوار الذي استطاع خلال سنوات معدودة توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين فئات ومكونات المجتمع، وأسهم في صياغة الخطاب المبني على الوسطية والاعتدال من خلال الحوار البناء بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار منظومة متكاملة من احترام الآخر بكل أطيافه وثقافاته ومعتقداته والعمل في الوقت نفسه على نشر ثقافة حقوق الإنسان وممارستها وحمايتها. وأشار إلى انه تماشياً مع هذا النهج وإدراكاً من المملكة لأهمية الحوار بمستوياته وأشكاله كافة في إزالة أسباب التعصب وإذكاء روح التعاون بين الدول وأتباع الأديان وأصحاب الثقافات المختلفة فقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لاجتماع ضم علماء ومفكرين مسلمين في مكةالمكرمة، وكذلك المؤتمر العالمي للحوار في مدريد الذي عقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين والعاهل الاسباني الذي ضم علماء ومفكرين من أتباع الديانات والفلسفات العقدية المختلفة، وصدر عنه ما عرف بإعلان مدريد الذي أكد على وحدة البشرية واحترام كرامة البشر والاهتمام بحقوق الإنسان. وأفاد بأنه نظراً لما حققه مؤتمر مدريد للحوار عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي اجتماعاً ضم عدداً كبيراً من زعماء الدول وكبار مسؤوليها أعلن الأمين العام للأمم المتحدة خلاله أن الدول المشاركة نبهت على ضرورة تطوير الحوار والتفاهم والتسامح بين بني البشر، كما هي الحال بالنسبة لاحترام أديانهم وعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم المتنوعة. وأوضح الدكتور عطار أن أهمية المؤتمر تأتي من أن العالم لا يزال يعاني من أشكال عدة من العنصرية والتعصب، سواء أكان ذلك في الدول النامية أو غير النامية، الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فاعلة نحو محاربة العنصرية والتمييز العنصري والتعصب المتصل بذلك. وقال انه على رغم صدور إعلان وبرنامج عمل ديربان عام 2001 إلا أن الأسباب التي تغذي العنصرية تتزايد في عالمنا المعاصر واننا نعرب عن قلقنا إزاء عدد من الظواهر التي تعد من أسباب ومصدر العنصرية والتمييز العنصري والخوف من الأجانب. ونوه الدكتور عطار في نهاية كلمته بالدور الرائد الذي قامت به المفوضة السامية لحقوق الإنسان نيفي بيلاي من أجل عقد هذا المؤتمر وبجهودها للتوصل إلى توافق في الرأي بشأن الوثيقة الختامية للمؤتمر.