حذر استشاري في عمليات التجميل، النساء من انتشار ظاهرة «عمليات التجميل الوهمية والمخادعة»، التي يقوم بها أطباء غير متخصصين في هذا المجال من العمليات الدقيقة.وقال: «إن المرضى أصبحوا يدخلون عيادات برسوم رخيصة جداً، لإجراء عمليات تجميلية، من دون البحث والسؤال عن الشهادة التي يحملها الطبيب ومجال تخصصه، وما إذا كانت المنشأة الطبية التي يعمل فيها مهيأة لمثل هذه الجراحات، ما يجعل الوضع الحالي غاية في الخطورة». وأبان الاستشاري الدكتور محمد القحطاني، أن لهذا النوع من الجراحات «حضوراً مكثفاً وكبيراً في وسائل الإعلام، وجزءاً كبيراً من تلك البرامج قدم معلومات جيدة عن عمليات التجميل، في ما تناولت برامج أخرى الكذب غير المبرر على المشاهدين»، مضيفاً، ان «معرفة الجراحات التجميلية وأساسات نجاحها تبدأ بوجود جراح مُرخص له، ويحمل إجازات وشهادات من مؤسسات علمية مُعترف بها، إلى جانب وجود المؤسسة الطبية القادرة على إقامة مثل هذه العمليات الدقيقة». وطالب القحطاني المريض بأن «يحمل وعياً كاملاً بهذه العمليات، وأن يجلس الطبيب معه، ليوضح النتائج المتوقعة من هذه الجراحة»، وعن برامج عمليات التجميل العربية والعالمية، قال: «هذه البرامج أفقدت المريض خصوصيته، لذا يجب أن يُستغل الإعلام للتوعية، ونسمع بكثرة عن وجود أخطاء طبية التي يجب أن يوضع لها أنظمة لوقف مثل هذه الممارسات العشوائية، وأن تسهم هذه البرامج في التوعية والتثقيف، وملاحقة ومحاربة المتطفلين على هذه المهنة». وأكد أن «الجراحات التجميلية تطورت كثيراً، ففي السابق كانت مجرد وظيفة محدودة، أما الآن فأصبحت علماً دقيقاً ومميزاً جداً، لذا كان لوجود الهيئة السعودية للتخصصات إسهام كبير في وضع الخبرات الجيدة في المكان المناسب لها، ويجب أن نلاحق المتطفلين على هذه المهنة، ففي كندا على سبيل المثال عوقبت طبيبة عامة تخصصها طب أسرة ومجتمع، كانت فتحت عيادة للتجميل، وهي لم تأخذ أي دورة في هذا المجال، ما منعها من التعامل مع مريضة فارقت الحياة بسبب نقص خبرتها وهي تشفط منها الدهون». وشدد على وجود «فوضى في الوطن العربي في المسميات الطبية وتخبط في التخصصات الطبية، وفي مجالنا أصبح الربح المادي هو الهاجس والهدف الرئيس للكثيرين، وفي وطننا العربي لغة الأرقام الإحصائية تخونك فلا وجود لرقم محدد لهذا التخبط»، مضيفاً ان «جراحة التجميل تعتمد بأنواعها على التغيير الثانوي أو الجذري، وكل عملية لها تفاصيلها الدقيقة، وإذا لم يعها المتطفل على هذه المهنة سيعرض المرضى لخطر الموت، أو مضاعفة المرض والتشوه». وحصل القحطاني، على الزمالة الكندية والأميركية في تخصص جراحة التجميل والحروق، وعمل لسنوات في مراكز تجميل الأورام في كندا، للمرضى المصابين بالأورام التي تفقد وظيفتها حين الإزالة، وتتعلق بعلاج أنسجة تعرضت لإشعاع. ويقول: «ترميم الأنسجة تحمل تحدياً كبيراً بإعادتها لما كانت عليه، ولطول وقتها أيضاً وتتطلب الدقة والمهارة». وشدد على أهمية «مراعاة الطبيب الجراح للتأثير النفسي لشكوى المريض والحال النفسية التي يعانيها، وكثيرون يستيقظون من النوم ويقفون أمام المرآة مع كل صباح وعندهم قناعة بعدم الرضا عن شكلهم، وينوون التغيير، وبعضهم يرى ندبة صغيرة قديمة تصيبهم باكتئاب حاد، ويقصدون الجراح رغبة في إزالتها، لذا أنصح بالخضوع للعلاج النفسي أولاً قبل الجراحة». وأوضح أن «زوجات يخافون الانفصال فيخضعن لعمليات التجميل، وهذا خطأ طبي كبير لحل مشكلات أسرية، ومن هنا يأتي التأكيد على أهمية العلاج النفسي، وأكثر من 25 في المئة من المراجعين غير واقعيين في استشاراتهم الطبية ولا يحتاجون مثل هذه العمليات»، مؤكداً على «تأثير المشاهير في هذا الأمر، لتصبح عمليات التجميل مجرد كماليات تجميلية وتقليدية لا أكثر وهذا أمر خطير».