تعيش أم أنور معاناة مع مرض الذئبة الحمراء الذي أثقل كاهلها، ومع الخوف من أن تجد نفسها في الشارع مع أولادها الخمسة ووالدها المسن، إذ تنام وتستيقظ على تهديدات بالطرد من منزلهالعدم تمكنها من دفع الإيجار، فهي لا تملك من قوت الدنيا شيئاً. أم أنور امرأة سعودية مطلقة لديها خمسة من البنين والبنات لا يعرف عنهم والدهم شيئاً منذ طلقها وانتقل للعيش في مدينة أخرى، فقد تركهم يواجهون مصيرهم بمفردهم. وعلى رغم مبادرات المحسنين وفاعلي الخير، الذين ساعدوا الأسرة ووقفوا معها، إلا أن المساعدات المقدمة لم تعد تكفي، خصوصاً في ظل غلاء الأسعار. وتقول أم أنور ل «الحياة»: «أصبحنا نعيش بلا كهرباء بعدما انقطعت عن البيت، وأنا مصابة بمرض الذئبة الحمراء، وكنت أتلقى العلاج في المستشفى السعودي الألماني، إلا أنهم أوقفوا العلاج وطلبوا مني تجديد الأمر»، مشيرة إلى أنها أصيبت بصلع في مناطق من رأسها وبقع في وجهها بعد توقف العلاج. وتضيف: «زادت الآثار السلبية للمرض حتى إن أسناني أصبحت تهتز، ثم وصل الأمر إلى إصابة الكلية»، لافتة إلى أنها أصبحت تشعر بخجل من الصلع والبقع، ما دفعها إلى الاحتجاب عن مقابلة الآخرين وجعلها تعيش في عزلة وحزن شديدين. وتستطرد: «لدي ابن ترك دراسته في المرحلة المتوسطة ليعمل ويصرف علينا، لكن راتبه ضئيل ولا يفي بمتطلبات أسرة مكونة من سبعة أشخاص، إضافة إلى ابن آخر حصل على شهادة الثانوية العامة وكان يتمنى دخول الجامعة في قسم الهندسة إلا أن نسبته حرمته من إكمال دراسته، وكنت أحلم أن يدرس في الجامعة ولكن لا أملك قيمة الدراسة، بل إنني لا أملك أحياناً قوت يومنا»، موضحة أنه لم ييأس من الدراسة، بحث عن وظيفة ليساعد شقيقه ويساعدنا في مواجهة ما نعيشه من عوز، إلا أنه لم يجد حتى الآن». لدى أم أنور ابنتان لديهما شهادة الثانوية ودبلوم في الحاسب الآلي وشهادة الرسم، لكنهما لم تحصلا على مصدر رزق لأسرتهما، خصوصاً أن ما يصل إليهم من فاعلي الخير لا يكاد يفي بحاجات أفراد الأسرة، لا سيما إذا كان العلاج من ضمنها، «أنا في حاجة ماسة للعلاج ووالدي طاعن في السن ولا يستطيع التحكم في نفسه، كما أنه لا ينظف نفسه، ويحتاج بصفة دائمة إلى رعاية وعناية ومصاريف كثيرة، ولكم أن تتخيلوا وضع المنزل ونظافته في ظل وجود والدي»، مشيرة إلى أنه لا بد من توفير مرتبة وملابس في شكل مستمر. ولا تخفي الأم المسكينة خوفها على صحة ابنتها الكبيرة، «لديها نزيف حاد ونصحونا بمراجعة اختصاصي، لكن قلة حيلتنا منعتنا من علاجها»، مؤكدة أن النزيف مستمر وقد يأتي يوم يهدد حياتها. وتوضح أن المنزل الذي تسكنه مع أولادها ووالدها كان استأجره شقيقها قبل سنوات عدة. وتقول: «عندما كانت والدتي رحمها الله على قيد الحياة استأجر أخي لنا هذا المنزل واشترى الأثاث وبعد ذلك لم يعد يسأل عنا، ولي أخوان لا يسألان عني ولا عن والدهما ولا يعلمان عنه شيئاً وتركا المسؤولية على عاتقي وتراكمت على عاتقي متأخرات الإيجار وفواتير الكهرباء وصاحب البيت يطالبنا بالسداد أو سيطردنا من المنزل، وقد تعبت نفسيتي من المرض وكثرة التفكير فأين سنذهب إذا طردنا صاحب المنزل، وكلي أمل أن يقف أهل الخير بجواري في إيجاد حل لمعاناتي».