احتج سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في رسالة وجهها الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل على قيام بلادها بتزويد اسرائيل غواصات حاملة للصواريخ. وقال سيف الاسلام في رسالته التى حصلت فرانس برس على نسخة منها الثلاثاء ان "الشعب الالماني الذي عانى من الديكتاتورية والقمع والارهاب سواء في العهد النازي او الاشتراكي, لا اعتقد انه يوافق على ان تذهب اموال دافعي الضرائب لشراء اسلحة هجومية غير دفاعية وغواصات سوف تركب عليها صواريخ بعيدة المدى قد تحمل برؤوس نووية لتحسين القدرة الهجومية لاكبر دولة منتهكة لحقوق الانسان في العالم". وتساءل عن سبب عدم احتجاج البرلمان الالماني والصحافة الالمانية "على هذه الهدايا القاتلة التي تبرعت بها الحكومة الالمانية الى اسرائيل اكبر منتهك لحقوق الانسان في العالم". ونبه سيف الاسلام الى ان "السلام والتعايش في الشرق الاوسط لا يتمان عبر التزويد بالغواصات الحاملة للصواريخ ولا عبر المدمرات الشبحية, بل عبر سيادة العدل والانصاف واعطاء كل ذي حق حقه". واعتبر ان "هذه الاموال التي مولت بها الصفقة والتي قدرت باكثر من مليار يورو كان من الافضل اخلاقيا وانسانيا وسياسيا لو صرفت على مساعدة مليون ونصف مليون نسمة هم سكان غزة", واصفا قطاع غزة بانه "اكبر سجن في العالم حيث يموت العشرات بسبب الحصار والاهمال الطبي والمرض والجوع والفقر". وختم رسالتة مخاطبا ميركل "انكم تلتفتون اليوم الى اسرائيل للتكفير عن اخطاء الماضي (...) وانني اؤكد لكم انكم يوما ما سوف تلتفتون الينا للتكفير عن اخطاء اليوم". وتفرض اسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ سيطرت عليه حركة حماس في حزيران/يونيو 2007, وقد شنت عليه هجوما عسكريا واسع النطاق في شتاء 2008 اسفر عن مقتل نحو 1400 فلسطيني. وكان ناطق عسكري اسرائيلي اعلن في اواخر ايلول/سبتمبر 2009 ان المانيا سلمت البحرية الاسرائيلية غواصتين من طراز دولفين. لكن الجيش الاسرائيلي اوضح في تشرين الاول/اكتوبر ان الغواصتين المذكورتين لا تزالان قيد البناء ولم تسلما بعد للبحرية الاسرائيلية. وتملك اسرائيل ثلاثا من هذه الغواصات التي يبلغ نطاق عملها 4500 كلم وقادرة كما تقول وسائل الاعلام الاجنبية على اطلاق صواريخ مزودة رؤوسا نووية. وكانت صحيفة "اويا" الليبية القريبة من سيف الاسلام دعت ليبيا والدول العربية الى قطع علاقاتها مع المانيا بسبب مدها "اسرائيل التقنية العسكرية المتطورة التي توظفها في ضرب الاطفال العزل في غزة".