لم يكد ملف التسمم الذي تعرض له 30 مواطناً سعودياً في مدينة مشهد الإيرانية أخيراً ونتج عنه وفاة 4 سعوديين أن يطوى، إلا وتكررت الحادثة في المدينة ذاتها، إذ أصيب 22 خليجياً، بينهم 12 سعودياً، بتسمم غذائي إثر تناولهم وجبة طعام في أحد فنادق مشهد أول من أمس (الثلثاء). (للمزيد) ويعتقد بأنه قدم إليهم في الوجبة «مايونيز» منتهي الصلاحية. ونقل المصابون إلى مستشفى في مشهد، بعد إصابتهم بالإعياء الشديد، وغادروه بعد استقرار حالهم الصحية. وتوعدت القنصلية السعودية في مشهد بمقاضاة الفندق، والمطالبة بتعويضات. وقال القنصل السعودي العام بالإنابة في إيران عبدالله الحمراني ل«الحياة»: «إن الأوضاع الصحية للمصابين ال22 مستقرة، وخرجت جميع الحالات من المستشفى»، مشيراً إلى أن غالبية المصابين من الرجال والنساء والأطفال، الذين تراوح أعمارهم بين السابعة والثامنة، ويحملون الجنسيتين السعودية والبحرينية. ولفت الحمراني إلى أن «وزارة الخارجية السعودية شددت على المواطنين بضرورة شراء أو تناول الأكل في المطاعم التي تتوافر فيها الاشتراطات الصحية، وتجنب المطاعم والبوفيهات ونقاط بيع الأغذية الرديئة، تلافياً للتعرض للتسمم الغذائي». ونوه إلى أن «التحقيقات ما زالت جارية»، مبيناً أن «القنصلية ستصعد الإجراءات، وتقوم برفع قضية على الفندق، في حال طلب أيٍّ من المتضررين ذلك». وتأتي هذه الحادثة بعد أقل من شهرين من وفاة أربعة أطفال سعوديين، خلال وجودهم في مشهد، إثر تعرضهم لتسمم بمواد كيماوية في فندق كانوا يقطنونه وأسرهم، وإصابة 32 شخصاً آخرين، بعد أن تسربت رائحة مبيدات عالية السمية (الفوسفين) إلى غرفهم، عبر فتحات التهوية، واستنشقها الأطفال الأربعة وبقية المصابين، ما أدى إلى وفاتهم وتدهور الأوضاع الصحية لآخرين من ذويهم. وانتقدت وزارة الخارجية السعودية بطء السلطات الإيرانية في التعامل مع حادثة التسمم، مطالبة بتسريع وتيرة التحقيقات.