خطت وساطة قطر التي ترأس لجنة عربية افريقية دولية في شأن دارفور، خطوة جديدة في إطار خطة المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة والتي ترعاها وتستضيفها الدوحة. وأجرى وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود مشاورات أمس مع وفد «حركة/جيش تحرير السودان - القوى الثورية» المعروفة ب «مجموعة طرابلس»، وهي حركة تشارك في المشاورات الجارية في قطر بعدما توحدت في إطارها ست حركات دارفورية في ليبيا قبل أيام. وكانت المشاورات القطرية بدأت أول من أمس مع الوفد الحكومي السوداني برئاسة مستشار الرئيس الدكتور غازي صلاح الدين، ثم جرت مشاورات بين الوساطة و «حركة العدل والمساواة». وأعلن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أنه سيلتقي اليوم وفداً من «مجموعة أديس ابابا» (وهي مجموعة أخرى متمردة في دارفور). ووصف آل محمود لقاءه مع وفد «حركة/جيش تحرير السودان - القوى الثورية» بأنه «تشاوري، واستمعنا إلى وجهة نظرهم وأطلعناهم على موقف الوساطة وهم عبّروا عن وجهة نظرهم ورغبتهم في التشاور والانفتاح مع الحركات الموجودة في الدوحة. كما أبلغناهم عن برنامج الوساطة في هذا المجال». وسُئل هل هناك نقاط معينة تطرحها الوساطة في سبيل التقريب بين الحركات الدارفورية المختلفة، فأجاب: «نحن دائماً نشجّع على أن يكون هناك تلاق بين الحركات وتناغم بينها، وأن تكون هناك مواقف تفاوضية موحدة إن أمكن، وهذا ما لمسناه منهم ونشجعهم على ذلك». وشدد على أننا «الآن ما زلنا في (مرحلة) المشاورات ودائماً أية مفاوضات يسبقها مشاورات، ونحن لا بد أن ننتظر مجموعة أديس ابابا ونستمع منهم لكي نبلور فكرة الوساطة في كيفية التحرك في هذا المجال». وأكد الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسولي أن الاجتماع مع «مجموعة طرابلس» ناقش برنامج المشاورات مع الفصائل، لافتاً إلى وجود حاجة إلى التشاور والتوصل إلى موقف موحد بينها من أجل التفاوض مع الحكومة السودانية. وأعرب عن أمله في أن تتوحد الحركات الدارفوربة المسلحة في المواقف بما يدفع نحو رؤية مشتركة باتجاه الحل الشامل النهائي بالتعاون مع المجتمع الدولي والشركاء الآخرين. وقال الأمين العام ل «حركة/جيش تحرير السودان - القوى الثورية» (مجموعة طرابلس) محجوب حسين إن هناك توافقاً بين وجهة نظر الوساطة القطرية والدولية والقوى الثورية، وأكد أن الحركة ستعمل في إطار الحوار الشامل مع القوى الحركية الموجود في الدوحة لإنجاز «وحدة حقيقية». وقال إن خطاب حركته «قائم على الوحدة والتمسك بإنجاز مهماتها للمرحلة المقبلة، وليس خطاباً اقصائياً». ورأى أن حل أزمة دارفور يحتاج إلى «فكر سياسي جديد يتجاوز مسألة الاقصاء والانفرادية»، في إشارة ضمنية إلى «حركة العدل والمساواة» التي كانت رأت أن «مجموعتي طرابلسوأديس ابابا» ليستا حركتين على أرض الواقع في دارفور، مع تأكيد مسؤولي «حركة العدل» أنهم سيتشاورون مع هاتين المجموعتين في الدوحة حالياً. وأكد محجوب حسين في حديث ل «الحياة»: «إننا نسعى إلى التواصل مع حركة العدل والمساواة - على رغم أنها فصيل اقصائي - في سبيل الوصول الى رؤية تفاوضية مشتركة». وقال «إننا نسعى أيضاً إلى بناء علاقات مع منظمات المجتمع المدني الدارفوري لبناء شراكة ذكية». وسألته «الحياة» هل حركتكم مستعدة للاندماج أو التوحد أو الاتفاق مع الحركات الأخرى على رؤية تفاوضية واحدة تدخلون بها قاعة المفاوضات مع الحكومة السودانية في وقت لاحق، فأجاب «إن رؤيتنا واضحة في اطار الوحدة، ودستورنا مرن وجسمنا يمكن أن يضم كل الحركات، وبخاصة فصيل أحمد عبد الشافع (حركة تحرير السودان)». وتوقع أن تبدأ عملية التشاور بين حركات دارفور في الدوحة اليوم. كما وجّه محجوب دعوة إلى رئيس «حركة تحرير السودان» عبدالواحد نور بهدف الحضور إلى قطر للمشاركة في المشاورات الحالية الهادفة إلى حل أزمة دارفور «بدلاً من إطلاق تصريحات لا تحل الأزمة». وشدد على «أن أولويتنا الآن تكمن في وحدة كل مؤسسسات دارفور سواء حركات مسلحة أو منظمات مجتمع مدني وكل أهل درافور لصناعة كتلة دارفورية موحدة». وفي أحدث تطور من نوعه، وصل إلى الدوحة آتياً من الخرطوم أمس وفد يمثل «مجموعة توحيد الحركات السودانية» برئاسة الفريق ابراهيم سليمان وعضوية زيدان عبدالرحيم والشفيع أحمد محمد ونصر الدين محمد عمر وفاروق آدم ابكر. ويسعى هذا الوفد الذي يمثل شخصيات معنية بحل أزمة دارفور إلى التشاور مع الحركات المسلحة وطرح رؤيته الهادفة الى مساعدتها وتشجيعها على توحيد كياناتها ورؤاها قبل الدخول في مفاوضات السلام مع الحكومة السودانية.