أعلنت الحكومة الشرعية اليمنية بدء تشغيل مطار عدن للمرة الأولى منذ سيطرة الحوثيين على المدينة قبل أربعة أشهر، إذ حطّت في المطار طائرة شحن عسكرية أمس، تابعة للجيش السعودي وعلى متنها قائد في البحرية الملكية السعودية، في حين أعلنت الأممالمتحدة وصول أول سفينة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، تحمل أكثر من 3 آلاف طن من المساعدات الغذائية. وأكد المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري ل«الحياة» السماح للطائرات بالهبوط في مطار عدن بعد التأكد من سلامة الشحنة المجودة بداخلها عبر مطار بيشة، مستثنياً من ذلك طائرات الأممالمتحدة والهيئات الإغاثية الدولية. وأشار إلى أن المراحل المقبلة من تحرير المحافظات اليمنية تتم بالتزامن مع العناصر الثلاثة التي رسمت أهدافها قوات التحالف، قبل البدء في عملية تحرير اليمن من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والميليشيات الحوثية. وأفاد بأن الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية تقوم بالتنسيق مع قوات التحالف عند إرسال أية مساعدات إلى اليمن، ويجب الحصول على تصريح للمرور بالأجواء اليمنية، وذلك لفرض الحظر الجوي عليها. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ضابط في الجيش السعودي كان على متن الطائرة التي أقلعت بعد تفريغ حمولتها، أنها نقلت مساعدات إنسانية، مشيراً إلى أن «جسراً جوياً للإغاثة بين السعودية واليمن سيُدشّن خلال أيام، لمساعدة الشعب اليمني الذي ندعمه». وقال وزير النقل اليمني بدر محمد باسلمة للصحافيين في المطار، إن طائرات محمّلة مساعدات إنسانية ستصل قريباً. وكشف مصدر في المقاومة بمحور عتق ل«الحياة» عن صفقات تبادل للأسرى بين القوات الموالية للرئيس هادي من ناحية والميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من الناحية الأخرى، وعزا الصفقات التي تجري إلى ضمان سلامة مقاتلي المقاومة، وأوضح أن كثيراً من قوات التمرد فرت من مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة نحو مفرق ضلع بعد ملاحقة رجال المقاومة لهم في شبوة، مشيراً إلى وجود فلول من قوات صالح ومليشيات الحوثي في بعض مناطق شبوة. وذكر أن حشوداً حوثية تمركزت في مفرق ضلع، إلا أنه لم يتضح ما إن كانت متجهة إلى بلحاف ومنها إلى محافظاتحضرموت، أم نحو أبين والعودة من جديد إلى عدن. وأفاد بأن تبادل الأسرى بين رجال المقاومة في شبوة وقوات التمرد جاء برغبة من بعض المشايخ، مضيفاً أن نسبة تبادل الأسرى لا تتجاوز 1.5 في المئة في المرة الواحدة، أي 15 من رجال المقاومة في مقابل 10 حوثيين أو مثلهم من قوات صالح. وفيما أعلنت مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان (جنوب السعودية) مساء إصابة ثلاثة مقيمين يمنيين ومصري جراء مقذوفات حوثية من عمق الأراضي اليمنية أمس، إذ عاودت ميليشيا الحوثي وقوات صالح أمس إطلاق قذائف على محافظتي الطوال والخوبة الحدوديتين السعوديتين. وذكر مصدر ل«الحياة» أن عدداً من القذائف طاولت منفذ الطوال وتسببت في إلحاق أضرار بمركبتين ومركبة نقل يمنية كانت متوقفة منذ إغلاق المنفذ اليمني. وأشار إلى أن القذائف استهدفت إحدى قرى محافظة الخوبة السعودية من دون حدوث أي أضرار أو إصابات. وشدد على أن الرد السعودي كان قاسياً، ودارت اشتباكات عنيفة قضت على أكثر من 80 شخصاً من أتباع صالح وميليشيا الحوثي، وتم تدمير أكثر من 16 سيارة نقل ومدرعة محملة بالصواريخ والأسلحة والذخائر. وأوضح أنه شاركت في عملية ردع محاولة اختراق الحدود مقاتلات القوات الجوية الملكية السعودية ومروحيات الأباتشي، إضافة إلى القناصين السعوديين الذين منعوا أي اقتراب للمتمردين من الحدود السعودية. وأكملت القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن ومعها مسلحو «المقاومة الجنوبية» أمس، تمشيط آخر معقل لجماعة الحوثيين والقوات الموالية لها في منطقة التواهي ومحيط القصر الرئاسي في مدينة عدن، وخاضت مواجهات عنيفة مع مسلحي الجماعة في الأطراف الشمالية والشرقية للمدينة. وتقدّمت القوات الموالية للحكومة في كثير من الجبهات، وواصل طيران التحالف غاراته على تعزيزات القوات الحوثية ومواقعها في لحج وعدن وأبين والبيضاء وتعز ومأربوصنعاء وصعدة وإب، وألحق خسائر كبيرة في العتاد كما أوقع قتلى في صفوف مسلّحي الجماعة. وأفادت مصادر المقاومة الموالية للشرعية، بأن قواتها فرضت سيطرتها أمس على وادي عقان الاستراتيجي الذي يفصل محافظتي لحج وعدن عن محافظة تعز في الشمال، قاطعة بذلك أهم طرق الإمداد للحوثيين. وذكرت أن المقاومة ضيّقت الخناق على قاعدة العند الجوية التي يحتمي فيها الحوثيون والقوات الموالية لهم في محافظة لحج، بعدما سيطرت على كل التلال الجبلية المطلة على القاعدة، وباتت تحاصر معسكر «لبوزة» في مديرية ردفان، وسط غارات متواصلة للتحالف على مواقع الحوثيين في منطقة العند، وتوقّعت أن تستكمل المقاومة السيطرة على المعسكر والقاعدة في غضون يومين. واستكملت القوات الحكومية ومسلحو المقاومة أمس، تمشيط أحياء عدنالجنوبية في التواهي ومعاشيق، فيما تحدّثت مصادر عسكرية عن خوضها مواجهات عنيفة مع القوات الحوثية المتمركزة شمال المدينة وشرقها، في مناطق ساحل أبين وجعولة وبئر أحمد وبئر فضل، وعلى امتداد المناطق المحاذية لمحافظة لحج. وأضافت المصادر أن قوات الشرعية والمقاومة أحرزت أمس تقدماً في محافظة أبين (شرق عدن)، وسيطرت في جبهة عكد على مناطق السلامية وجبل الحميراء وحصون الطلي، وتستعد للتقدُّم نحو مناطق العين التي يسيطر عليها الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح. في محافظة مأرب (شرق صنعاء)، أفادت مصادر المقاومة بأن مسلحي القبائل صدوا هجوماً حوثياً وقتلوا 13 مسلحاً في مواجهات عنيفة في محيط مدينة مأرب، في مناطق الجفينة وصرواح. وقصفت طائرات التحالف تعزيزات للحوثيين في منطقة عقبة القناع بين محافظتي البيضاء وأبين، كانت في طريقها إلى الجنوب، كما استهدفت معسكر «الحمزة» التابع للحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح في محافظة إب، وأغارت على معسكر «المنار» في منطقة الحيمة، إحدى الضواحي غرب صنعاء. ويقلّل الحوثيون من انتصارات القوات الحكومية ومسلحي المقاومة، في ظل معلومات عن أوامر أصدرتها الجماعة لمئات المقاتلين من أنصارها بالتوجُّه إلى عدن ولحج وتعز، في محاولة لاستعادة المناطق التي فقدت السيطرة عليها الأسبوع الماضي.