طالب مسؤول يمني الدول المانحة والمنظمات المشاركة في مؤتمر لندن الدولي حول اليمن الذي يُعقد غداً بخفض ديون بلاده بعدما أصبحت خدمتها مرهقة للموازنة العامة. ودعا نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي هشام شرف عبدالله في حديث إلى «الحياة» الدول الصناعية والمنظمات الدولية الرئيسة، خصوصاً المصرف الدولي، إلى اتّخاذ «خطوات جريئة» نحو اليمن في هذا الصدد أسوة بالأردن وباكستان وأفغانستان والعراق تتمثّل في خفض ديونه إلى النصف. وتُقدَّر ديون اليمن الخارجية بنحو 6 بلايين دولار، غالبيتها لمؤسسات تمويلية دولية وعربية. وقال شرف: «حان الوقت الذي يمكن فيه لدول شقيقة وصديقة، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، أن تنظر إلى دعم ميزان المدفوعات اليمني لتقوية الموقف المالي لليمن وتعزيز موقف العملة الوطنية. نحن في حاجة إلى مثل هذه الخطوة التي نستحقّها، كما أن اليمن كان يتمتّع قبل 15 سنة بدعم كهذا لميزان المدفوعات». ولفت المسؤول الحكومي إلى أن اليمن في حاجة إلى 50 بليون دولار في السنوات ال 10 المقبلة لإنشاء بنية تحتية تخدم المواطن وتجذب الاستثمار وتنقل اليمن من قائمة الدول الأقل نمواً إلى مصاف الدول النامية التي تحقّق التنمية وتحسّن الخدمات الأساسية. وتوقع شرف أن يعمل مؤتمر لندن على توحيد رؤية المجتمع الدولي تجاه التحديات الأمنية والاقتصادية والتنموية التي تواجه اليمن، ووضع التصورات لمساعدته والوقوف إلى جانبه تنموياً ورفع قدراته العسكرية والأمنية لتحقيق الأمن في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي. وقال إن الحكومة اليمنية تعتزم طرح ما لديها أمام المؤتمر الذي يلتئم بمشاركة 21 دولة أجنبية وعربية، ويرأس وفد اليمن إليه رئيس الوزراء علي محمد مجور. وتابع شرف : «نتمنى أن يكون مؤتمر لندن فرصة مناسبة لإبراز التحديات التي تواجه اليمن أمام الجميع، والتي نعتقد أن بإمكان العالم أن يحقق معنا شراكة لمواجهتها في الشكل الصحيح»، لافتاً إلى احتياج اليمن إلى من يقف إلى جانبه ضد التحديات الأمنية والاقتصادية والتنموية، خصوصاً الفقر والبطالة والاحتياجات في مجالات الطرق والصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي والموانئ والمطارات. وأكد نائب وزير التخطيط اليمني أن بلاده تتعهد بالمضي قدماً في تنفيذ برنامج إصلاحات جادة وشاملة في كل المجالات، خصوصاً في مجالات الإدارة والاقتصاد وإقرار سلطة الأمن والقانون والتعامل مع العالم في شكل جيد. ورأى شرف أن اليمن ليس لديه مشكلة في القدرة الاستيعابية للمنح والقروض الخارجية، وأن مشكلته في الإدارة وأنه يستطيع أن يستوعب أضعاف المبلغ المتعهّد به من المانحين في مؤتمر لندن الذي عقد في شباط (فبراير) 2006 وهو 5.7 بليون دولار. وقال إن اليمن «سيتحوّل إلى ورشة كبيرة لاستيعاب المبلغ، وسيكون عام 2010 عام استكمال توقيع الاتفاقات التمويلية وإرساء المناقصات وتكليف الشركات بالبدء في تنفيذ مشاريع التنمية المختلفة».