يعمد المارة على طريق النعيرية – حفر الباطن، هذه الأيام، إلى ارتداء اللثام، بسبب الروائح الكريهة المُنبعثة من محجر «بدائي» يتم تفريغ مياه الصرف الصحي فيه، بالقرب من محطة أبو حدرية. فيما وجه مربو الماشية الرعاة، إلى الابتعاد عن المكان، الذي يصل طوله إلى ثلاثة كيلومترات، خشية على مواشيهم من الأمراض والنفوق، وسط مخاوف من حدوث أضرار بيئية في المنطقة. ورصدت «الحياة» ما يعانيه المسافر عبر هذا الطريق من الروائح الكريهة، حتى من كان يسير بسرعة تفوق 140كلم في الساعة. كما شاهدت صهاريج الصرف تعبر الطريق الصحراوي المؤدي إلى الموقع، والذي يصل طوله إلى 700 متر شمال الطريق الدولي، حيث يقع المحجر البدائي، وتقوم بإفراغ حمولتها داخل عقم صغير، يفتقد إلى اشتراطات صحة البيئة، أو حتى سياج يحمي من الوقوع فيه. فيما تتسرب المياه إلى خارج المحجر. وأبدى سعيد أبو بندر، الذي كان عائداً مع ماشيته، دهشته من تحويل الموقع إلى مكان لتفريغ مياه الصرف الصحي الملوثة. وتساءل: «لماذا لا تقوم المؤسسة بوضع مياه الصرف في مردم صحي، على غرار ما هو معمول به في محافظة الجبيل؟». اللافت أن العامل الذي يتولى تحصيل رسوم تفريغ المياه من سائقي الصهاريج، وهو عربي، كان من مخالفي نظام الإقامة، فمهنته في إقامته الصادرة من محافظة ثادق جنوب المملكة، «مربي مواشي». وقال ل«الحياة»: «إن عدد الصهاريج التي تفرغ حمولتها في اليوم الواحد، تفوق 65 صهريجاً، مقابل 50 ريالاً للصهريج الواحد»، مضيفاً أن «الصهاريج تجلب مياه الصرف من الشركات، التي تعمل في منطقة الزور على الساحل». كما قامت «الحياة»، بالاتصال بصاحب المؤسسة، الذي بدأ كلامه بطريقة غريبة، وعند سؤاله عن المحجر وطريقة عملها البدائية، رد بالقول: «أكيد أنتم مرسلون إلى محجري من شركة أخرى منافسة». وأضاف «أقوم بعملي بطرق نظامية، وليس علي مخالفات».