شعرت المراكز المالية في انحاء العالم كافة بتأثير قرار الرئيس باراك اوباما الدفع باتجاه «تقسيم» المصارف العملاقة، ما اعطى المنظمين الماليين قوة لتمرير قرارات مماثلة وادى الى تحفظ المستثمرين عن شراء اسهم المؤسسات المالية والى تراجع مؤشر «داو جونز 600» لاسهم المصارف في العالم 4 في المئة ما دفعه الى ادنى مستوى في ستة شهور. ومع تراجع اسعار الاسهم في مختلف البورصات الآسيوية والاوروبية وفي الاسواق الناشئة والولاياتالمتحدة. ونظرا الى عطلة يوم الجمعة امس لم تتأثر اسهم المصارف العربية بعد. وتتجه الانظار اليوم الى اسهم الشركات المالية العربية التي قد تتأثر سلباً مع بدء التداول، خصوصاًً مع شعور المستثمرين ان «خطة اوباما» ستُخفض قدرة المصارف العملاقة للمضاربة على النفط ما قد يحد من اندفاعة اسعاره ويُقلل عائدات الدول المصدرة. وانخفض الخام امس دون مستوى 75 دولاراً للبرميل في عقود آذار (مارس) المقبل. ومع تراجع مؤشرات الاسواق انخفضت اسعار صرف الدولار مقابل 16 من اصل 17 عملة رئيسية اثر المخاوف من تراجع النمو في الولاياتالمتحدة نتيجة القيود المقترحة على وول ستريت. وافادت مذكرة الى الزبائن اعدها الاستراتيجيون في «رويال بنك اوف اسكتلند»، احد مصارف بريطانيا المرشحة ل»التقسيم»، انه «اصبح امام المنظمين سلاح لازالة مخاطر المؤسسات المالية الكبيرة وانعكاسات انهيار بعضها على الاقتصاد الوطني والدولي». ولم يُصدر «بنك باركليز»، المرشح ايضاً ل «التقسيم»، اي مذكرة عن رأيه في الخطة وما هي الاجراءات التي يمكن ان يحترز منها في حال وصول حزب المحافظين الى الحكم في بريطانيا بعدما اعلنوا تأييدهم المطلق لخطط مشابهة للاجراءات الاميركية. في الوقت نفسه تمايزت لندن عن ادارة اوباما، اذ اعلن وزير شؤون الخزانة البريطاني بول ماينرز ان بلاده اتخذت بالفعل اجراءات لمعالجة مشاكل القطاع المصرفي، ولن تتبع بالضرورة الاجراءات التي أعلنها الرئيس الاميركي. وقال لتلفزيون «رويترز» ان اوباما «توصل الى حل لما يراه مناسباً في الشؤون الاميركية... واتخذنا نحن بالفعل الاجراء الضروري في بريطانيا». وكانت اسهم «كريدي سويس» السويسري و»باريبا» الفرنسي و»باركليز» البريطاني قادت التراجع في اسهم المؤسسات المالية في اوروبا، تتمة لما جرى اول من امس في الاسواق الاميركية عندما قادت اسهم «جي بي مورغن» و»غولدمان ساكس» و»بنك اوف اميركا» و»سيتي غروب» المؤشرات الى الادنى. وما لبثت ان انتقلت العدوى الى آسيا ليخسر مؤشر «نيكاي» في طوكيو، ومؤشر «ام اس سي آي» للاسواق الناشئة الارباح المحققة منذ مطلع السنة في حين خسر مؤشر «شانغهاي المركب» 4.5 في المئة نتيجة القلق من زيادة الفائدة على العملة الصينية لتهدئة اندفاعة الاقتصاد. وفتحت الاسواق الاميركية على انخفاض لليوم الثالث على التوالي في وقت بدأت مصارف الاستثمار محاولات لاقناع الكونغرس، الذي يجب اخضاع الخطة لموافقته، بحصرها في اضيق حدود تحسباًً من لجوء المصارف الى تسريح عشرات الالاف من العاملين في حال تراجع ارباحها. وقال اوباما امس انه على ثقة بان الكونغرس سيُقر الخطة وهو يثق برئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي بن برنانكي للاشراف على تنفيذها. وكان الرؤساء التنفيذيون لمصارف الاستثمار، خصوصاً رئيس «غولدمان ساكس»، الاكثر انتقاداً لخطة الرئيس الذي اتهموه بالتشدد مع «وول ستريت» لتغطية فشله في مجال السياستين الداخلية والخارجية ولجعل المصارف «كبش محرقة يقدمه الى الشعب الاميركي».