علمت «الحياة» أن المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة شرعت، بالتعاون مع الدوريات الأمنية، في عمليات تفتيشية للبحث عن الألعاب النارية في المستودعات والأماكن الأخرى غير الطرقات، لضبطها والتحفظ عليها وتسليم الموقع للجهات الأمنية المختصة بذلك. وأوضح المتحدث الرسمي بمديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد السرحان، خلال حديثه إلى «الحياة»، أن مطاردة البائعين في الشوارع أو متابعتهم في الأحياء ليست من اختصاص الدفاع المدني، مرجعاً مسؤولية استخدام الألعاب النارية إلى أولياء الأمور وتمكينهم أطفالهم من استخدامها. وأكد أن «الألعاب النارية» التي يستخدمها الأطفال تشكل خطورة على حياتهم، الأمر الذي يستدعي متابعتهم وتحذيرهم من شرائها، مضيفاً: «الطفل لا يدرك حجم ضرر تلك الألعاب، فعلى أولياء الأمور متابعة أبنائهم وعدم إعطائهم النقود لأجل شراء تلك الألعاب». وعدد العقيد سرحان نتائج الحوادث التي تتسبب فيها تلك المفرقعات، والتي يصل بعضها إلى الوفاة والحروق والتشوهات الخلقية وفقد الأعضاء، بسبب إهمال الأسر، والضحية أبناؤهم، خلاف الحرائق التي تحدث والكوارث المترتبة عليها، إضافة إلى حدوث حرائق بالمنازل، إذ تتطاير من الشارع إلى داخل المنازل. وشدد قائلاً: «إن جميع الألعاب النارية ممنوعة، فلا يوجد نوع مسموح به مهما قل ضرره أو كثر»، مشيراً إلى أن الأمانة تطلق الألعاب النارية في المناسبات بإدارة منظمة وبإشراف من الدفاع المدني. من جهة أخرى، لجأ هاوو «الألعاب النارية» إلى شرائها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متجاهلين تحذيرات الدفاع المدني من خطورة اللعب بها. وأوضح الشاب بدر الحارثي خلال حديثه إلى «الحياة» أنه وزملاءه يشترون الألعاب النارية من طريق المواقع الإلكترونية التي يعرض تجار المفرقعات بضاعتهم عبرها، إذ لا يتطلب الأمر سوى تحديد النوع والكمية ليتم توصيلها بعد أخذ الضمانات منهم بأخذ أرقام الهواتف والعناوين للتواصل من خلالها، وكل ذلك يتم بعيداً عن الملاحقات الأمنية التي يتعرض لها البائعون. وأكد بائع المفرقعات رامي الخالدي على حرص الباعة الشديد وحذرهم من رجال الأمن الذين ينتحلون شخصية الزبائن ليقبضوا عليهم، فتنقلب المكاسب إلى خسائر فادحة. وأشار إلى أنه يجهز بضاعته مسبقاً قبل دخول رمضان المبارك استعداداً للموسم، مضيفاً: «لا أرضى بأقل من الضعف، على أقل تقدير، مكسباً لتلك المفرقعات التي أجلبها من تجار الجملة المخصصين لها في البلد، والذين يستقدمونها من خارج البلد من طريق التهريب». وقال: «إن عدم علم الزبائن بالقيمة الحقيقية لتلك المفرقعات تجعلنا نزيد في سعرها أضعافاً، فهي غير دارجة في المحال، وبالتالي لا يعرفون ثمنها سوى من طريقنا»، مبيناً أن مواسم المفرقعات كثيرة فخلاف العيدين، تأتي المباريات المهمة في جدة، واليوم الوطني، والأفراح، وغيرها من المناسبات الخاصة والعامة. أما المواطن مشاري الحامد، فإنه يصطحب أبناءه إلى «الكورنيش» في حال رغبتهم في شراء الألعاب النارية، إذ يوجد عدد كبير من الباعة هناك، متمثل بعدد من الصبيان والنساء موجودين على طول الكورنيش لاصطياد الزبائن، ويقدمون بضاعتهم في سرية تامة وبعيدة عن أعين رجال الأمن، مشيراً إلى أن معظم البضائع تكون مصنعة في الصين وبأشكال جديدة وبأسعار مختلفة. ...و«مدني الرياض» تحذّر من ألعاب نارية تتسبب في فقد البصر حذّرت المديرية العامة للدفاع المدني من مخاطر الألعاب النارية والمفرقعات التي يلعب بها الشباب والأطفال احتفالاً بعيد الفطر المبارك، وما ينجم عنها من حوادث تتسبب في عواقب وخيمة وأضرار بالغة، تصل إلى فقد البصر وبتر الأطراف والتسبب في حوادث حريق. وأوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني العقيد عبدالله الحارثي في بيان أمس، أن استخدام الأطفال لهذه الألعاب النارية المتفجرة له مخاطر تصل إلى بتر أصابع الأطفال أو تهتك أنسجة العين حال وصول شظايا هذه الألعاب إليها، إضافة إلى التسبب باشتعال الحرائق. وشدد على أولياء الأمور ضرورة مراقبة أطفالهم وعدم السماح لهم بشراء هذه الألعاب أو العبث بها، ولا سيما أن أصنافاً كثيرة منها ذات قوة تفجيرية شديدة وتفتقر إلى أبسط مقومات الأمان والسلامة في استخدامها، لتدني مواصفات تصنيعها ما يجعلها عرضة للانفجار تلقائياً في حال تعرضها لدرجات الحرارة العالية أو الاحتكاك بالأسطح الخشنة أو الضغط عليها. ودعا أولياء الأمور أن يستشعروا مسؤوليتهم ويحرصوا على سلامة أبنائهم وألا يستهينوا بالألعاب المؤذية التي تتسبب بإفساد فرحة العيد، بسبب اللهو بالمفرقعات النارية في غياب الرقابة الأسرية، مطالباًَ وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالإسهام مع الدفاع المدني في توصيل الرسائل التوعوية بأخطار استخدام الألعاب النارية.