أخبار رائعة التي سمعناها من كبار المسؤولين عن الرياضة السعودية، التي تخص إعادة تشكيل اللجان المختلفة المعنية بالحركة الرياضية السعودية. وهي رائعة ليست لأنها مجرد أخبار، بل هي رائعة لأنها جاءت على لسان نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نوّاف بن فيصل أولاً. وثانياً لأنها أتت عقب معاناة كبيرة لجميع من كانوا يعملون في الوسط الرياضي من أوجه القصور المختلفة في هذه اللجان، ما يعطي انطباعاً بجدية القرار. كلامي أعلاه لا يعني أن جميع اللجان العاملة تخلو من العناصر الجيّدة، فبالعكس فقد شهدت هذه اللجان وجود قياديين وإداريين وكوادر من الطراز الأوّل، ولكن هذه الكوادر كانت تعيش بين ظهراني آخرين، لا ينتمون للعمل الإداري ولا القيادي بصلة، هذا من جهة. وكانوا أيضاً لا يملكون "يد" التنفيذ، بسبب عدم وجود صلاحيّات تخوّلهم حتّى لعمل كوب شاي لأنفسهم قبل الحصول على إذن مسبق، قد يصل بعد أسبوع أو أسبوعين، وقد لا يصل. نعم، أتحدّث عن البيروقراطيّة والمركزيّة السقيمة التي نخرت أمّتنا العربية والإسلاميّة، قبل أن تنخر مؤسساتنا المدنيّة المختلفة، بما فيها المؤسسة الرياضية الوطنيّة. كوادرنا الإداريّة تحتاج لثقة وصلاحيّأت، وبالطبع تحتاج لآليات ثواب وعقاب لها صوت عال! حيث لا تتوقّع من أي كادر جيّد أن يعمل لك بالطريقة المطلوبة، وهو يرى أنّ وقته يضيع! سواء بسبب فرق العمل العقيمة التي كُلفت للعمل معه، أو لتسلّط ما يسمّى ب "الحرس القديم" عليه وعلى خططه المهنيّة ومن ثم يدمرونه تدميراً هو وخططه، أو أن يعمل عملاً لا يرى له مقابلاً مجزياً، أو حتى مقابل معنوي يدافع عنه أمام عواصف مسؤولي الأندية العاتية وجماهيرهم من كتّاب صحف وحضور مدرجات. من شبه المستحيل أن ينجح رجل في أي مركز قيادي بلا خلفية إدارية متخصصة. ولكن المستحيل بعينه هو أن ينجح هذا الكادر في عمله بلا صلاحيات وبلا آليات وموارد كافية. ومن هذه الموارد هناك موارد الدعم المختلفة، بما فيها الدعم القانوني المتخصص من رجال قانون ذوي مهنيّة عالية، وذوي تخصص محدّد، يرفعون من مستوى ثقة الكادر بنفسه، سواء بجلب المعلومات القانونية الصحيحة له ولإدارته، أو حتى لحمايته بغطاء قانوني من أي قرار خاطئ قد يتخذه هذا القيادي، وهو لا يعلم، لعدم إلمامه الكافي بالحقل القانوني. لا يوجد قيادي أو إداري ملم بجميع التخصصات، خصوصاً التخصصات المحددة في القانون والمحاسبة وفي الشؤون الفنّية والهندسية. فهذه الحقول الثلاثة يجب أن يديرها قياديون يتمتّعون بمرونة وديناميكية عالية تجعلهم مقبولين عند الآخرين، وتجعلهم يعلمون أنّهم موجودون للعمل لدى الأقسام الأخرى بتقديم العمل السريع لهم ذي الجودة العالية، وليس للتسلّط عليهم وتعقيد أعمالهم وتأخيرهم على التزاماتهم تجاه الأندية وبقية المؤسسات الأخرى ذات العلاقة. يبقى أن نعلم أن التمثيل الخارجي لكوادرنا الإدارية التابعة لمؤسساتنا ولجاننا الرياضية يجب أن يكون على مستوى عال من المهنيّة، بحيث يكون قادتها ونوّابهم ممن تنطلق ألسنتهم بالحديث في اللغة الإنكليزية، وممّن يفهمون ما يدور حولهم بلا حاجة لمترجمين، وغير ذلك لن تجدي الجهود. [email protected]