طالب مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة في ختام أعمال دورته الثالثة والثمانين في مقر الجامعة العربية في القاهرة أمس، المجتمع الدولي بدعم وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، كما شدد على رفض توطين اللاجئين وعلى ضرورة تطبيق القرار 194 الخاص بحقهم في العودة والتعويض. وأكد المؤتمر في توصياته دعمه للموقف الفلسطيني ربط العودة للمفاوضات بالوقف التام للاستيطان. وطالب برفع الحصار الإسرائيلي الجائر على الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، مشدداً على «ضرورة إزالة كل معوقات بدء عملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في القطاع». وخص المؤتمر ملف القدس بجلسات عدة للنقاش، وثمن في بيانه الختامي موقف الدول العربية والإسلامية الداعم للمدينة المقدسة وأهلها، وأوصى في الوقت ذاته «باتخاذ مواقف عملية لدعم المدينة ومقدساتها ومؤسساتها وأهلها». ودعا إلى عقد مؤتمر عربي - إسلامي «للبحث في ما يجري في القدس، وتحديد كيفية دعم مواطنيها»، كما قرر عقد ندوة عن موضوع الحفريات أسفل المسجد الأقصى والمدينة المقدسة في عمان في حزيران (يونيو) المقبل. وتطرق إلى جدار الفصل الإسرائيلي «العنصري»، وأوصى بالتحرك الجاد لتطبيق قرار محكمة العدل الدولية الصادر قبل خمس سنوات، وأن لا يبقى هذا القرار حبراً على ورق. وطالب أيضاً بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتوقيع ورقة المصالحة التي أعدتها مصر، كما حض الدول العربية على المساعدة في شكل أكبر لإنهاء الانقسام، ودفع مختلف القوى الفلسطينية للتجاوب مع الأفكار والورقة المصرية للمصالحة. وشدد على رفض فكرة يهودية دولة إسرائيل، معتبراً أن «هذه الفكرة العنصرية يُراد منها حذف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين». وأعاد مطالبته بتطبيق القرار 194، كما قرر عقد ندوة لدرس أوضاع اللاجئين في دمشق في النصف الثاني من نيسان (أبريل) المقبل. وعبر عن قلقه البالغ ورفضه «للمحاولات الرامية إلى المس بدور ومكانة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)»، مطالباً جميع الدول بالتزام تعهداتها دعم أنشطة وموازنة الوكالة. وحذر من أن أي تقليل في موازنات «أونروا» يعني في النهاية المس بالخدمات الأساسية والضرورية المقدمة للاجئين، «ما يشكل عبئاً إضافياً على الدول العربية المضيفة»، ورفع رسالة إلى مفوض عام «أونروا» أكد فيها رفضه للتقليصات في موازنة الوكالة وطالب بأن تواصل الأخيرة خدماتها كما كان مقرراً عند إنشائها من دون تقليصات في أنشطتها وخدماتها. وترأس الاجتماع الذي استمر خمسة أيام رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير زكريا الآغا، وحضره رئيس قطاع فلسطين في الجامعة الأمين العام المساعد السفير محمد صبيح، وممثلو الدول العربية المضيفة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «اليكسو»، والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «ايسيسكو».