جمعية حقوق الإنسان تؤيّد حقهم في العيش حذرت جهات أمنية في جازان من التعامل مع المجهولين والمقيمين غير النظاميين والمتسولين خلال شهر رمضان الحالي، في الوقت ذاته أيّدت جمعية حقوق الإنسان الحق الفعلي في وجوب مراعاة حقوق المخالفين من هذه الفئة حتى لو كانوا داخل أقسام التوقيف. وتعدّ منطقة جازان بكل محافظاتها ومراكزها وقراها من أكثر المناطق السعودية التي يوجد فيها المقيمون بطريقة غير نظامية، حيث سجلت كل من مديرية الشرطة وقيادة حرس الحدود نسبة كبيرة من أعداد المقبوض عليهم منذ مطلع العام الحالي إلى نهاية شهر شعبان، إذ يترواح عددهم ما بين 130 إلى 136 مجهولاً، أغلبهم من الجنسيتين اليمنية والإفريقية. ورغم الجهود المبذولة من القطاعات الأمنية كافة إلا أن هناك انتشاراً لافتاً للعمالة المجهولة تشهده محافظات المنطقة وقراها، وبدأت في التزايد مع مطلع شهر رمضان، ويسارع أهل الخير والأسر في جازان خلال أيام هذا الشهر الفضيل إلى تقديم وجبات الإفطار للصائمين بمن فيهم العمالة المجهولة من باب نيل الأجر والثواب، دون النظر إلى هذا العمل من الناحية الأمنية وإنما يأتي من ناحية دينية وإنسانية. وحذرت مديرية شرطة منطقة جازان المواطنين من عدم التعامل أو التعاطف مع أي شخص مجهول، وأن عليهم سرعة الإبلاغ عنهم وأماكن وجودهم، لافتة إلى أن تقديم التسهيلات لهم والعطف عليهم يعطيهم الفرصة في الدخول إلى الأراضي السعودية مرات أخرى بعد ترحيلهم إلى بلدانهم. ووفقاً للمتحدت الإعلامي لمديرية شرطة جازان بالنيابة الرائد عبدالرحمن الزهراني، فإن هناك خططاً أمنية وُضعت لتناسب كل موسم بما فيها شهر رمضان، من أجل القبض على المجهولين والمتسولين وتتبع أماكن وجودهم في الأسواق والمجمعات التجارية وخارج المساجد، لما لوجودهم من آثار اجتماعية وحضارية تنعكس سلباً على المجتمع، مبيناً أن غالبيتهم يُنقلون مباشرة خلال ساعة أو ساعتين إلى إدارة الوافدين. وقال إن أعداداً أخرى منهم يتم توقيفهم بأقسام التوقيف بالمراكز التابعة لمديرية الشرطة، ويتم تقديم كامل الرعاية لهم، ومنها وجبات الطعام والشراب، حيث اتفقت إدارة السجون مع متعهد إعاشة لتوزيع الوجبات على جميع أقسام التوقيف بشكل منتظم. من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي لقيادة حرس الحدود بجازان العقيد عبدالله بن محفوظ، أن كل موقوف من المتسللين من أي جنسية كانت يلقى كل عناية واهتمام إذا بقي لوقت داخل التوقيف بقطاعات حرس الحدود، وأما من هو على ذمة قضايا فيتم تسليمه للجهات ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات النظامية والقانونية بحقه بعد استكمال التحقيقات الأولية معه. وأشار إلى أن هناك توجيهات صادرة من المدير العام لحرس الحدود الفريق الركن زميم بن جويبر السواط، ومتابعة مستمرة من قائد حرس الحدود بجازان اللواء عبدالعزيز الصبحي، بتقديم جميع التسهيلات ومنها الأغذية والمشروبات وأيضاً العلاج المناسب ومراعاة جميع الموقوفين دون استثناء. وحول قضية المجهولين وتفاوتها ما بين التعامل الأمني والإنساني، طرحت «الشرق» تفاصيلها على جمعية حقوق الإنسان لمعرفة رأيها فيما إذا كان إفطار الصائمين من المجهولين والمتسولين مخالفة أمنية، أم أنه عمل إنساني يجب فصله عن الجانب الأمني، حيث قال المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة جازان أحمد بن يحيى البهكلي، إن حق الحياة حق أصلي للبشر بغض النظر عن أوضاعهم القانونية، ويتبع ذلك حق الحصول على مقومات الحياة ومن أهمها الطعام، وبناء على ذلك فإن أي جهة تحجز حرية أي شخص تكون مكلفة بإطعامه بالشكل الذي يكفيه ويحافظ على كرامته. وأضاف أن الجمعية تقدر للجهات التي يوجد لديها متعهدون في تقديم الطعام والشراب للموقوفين، وتدعو أيضاً بقية الجهات إلى استكمال ما ينقص في هذا الجانب، ويؤكد البهكلي أن إسهام المجتمع في تقديم الطعام والشراب للموقوفين يدخل ضمن الصدقة التي يحض عليها ديننا الحنيف وتدعو إليها الشيم، فيؤجر فاعلوها عليها وخاصة في شهر الكرم والإحسان.