تشهد معسكرات الخدمة العامة التي تقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية نقلة نوعية وكمية كبيرة حيث أصبحت تدار الكترونياً وتمتلك شبكة اتصال لاسلكي متكاملة ووصل عدد المشاركين هذا العام إلى أكثر من 3000 كشاف وجوال. جاء ذلك في اللقاء الذي أجري مع قائد عام معسكرات خدمة الحجيج الدكتور مقرن بن إبراهيم المقرن وبدء حديثه بالمقارنة بين معسكرات الخدمة العامة في الحاضر والسابق حيث قال "إن معسكرات الخدمة في الحج تعيش نقلة نوعية كبيرة جداً سواء في مكةالمكرمة أو في المدينةالمنورة ، ففي السابق كانت المعسكرات قليلة جداً عبارة عن معسكر واحد في منى ومعسكر آخر في عرفات ومركز إرشادي واحد للتائهين سواء كان في عرفات أو في منى أما أعداد المشاركين فتتراوح في السابق مابين 700 إلى 900 كشاف وجوال أما الآن فوصلت أعدادهم إلى أكثر من3000كشاف وجوال. وخصصت الجمعية 1600كشاف وجوال للعمل في مجال إرشاد الحجاج التائهين أما الباقون وهم 1400كشاف وجوال فإنهم يساهمون مع كل من وزارة الصحة ووزارة التجارة والصناعة ووزارة الشؤون الإسلامية وأمانة العاصمة المقدسة ومؤسسات الطوافة. وأوضح المقرن بأن إدارة المعسكرات في السابق لا تختلف في إدارتها عن إدارة معسكر صيفي أما الإدارة الآن الكترونية وأصبحت تدار عن طريق شبكة الإنترنت ، فالتعليمات ورفع التقارير يتم من خلالها ، أما التواصل بين القيادات فبواسطة شبكة اتصال لاسلكيه متكاملة . وفي معرض إجابته عن الكيفية التي استطاعت بها جمعية الكشافة إدارة العدد الضخم قال: "إن إدارة مثل هذا العدد سهلة لأن التنظيم الكشفي عبارة عن مجموعات "طلائع " أو فرق وعشائر جوالة وكل مجموعة يرأسها قائد ولكل معسكر إدارة متكاملة في قيادته وبرامجه ولجان فنية تتولى استقبال وتوديع الطلاب مباشرة من وإلى المطار". وأضاف قائد عام معسكرات الخدمة: أن وجود شبكة إلكترونية في الحقيقة تمثل فرصة جيدة للمتابعة المستمرة والقريبة والدقيقة لجهودنا في الميدان إلى جانب شبكة اللاسلكي والتي أعطتنا نقلة نوعية في المتابعة ورفع التقارير وحل المشكلات في حينها بشكل أفضل مما كان في السابق، عندما كانت التقارير لا تصل القائد العام إلا في آخر اليوم على أمل أن يتخذ القرار في اليوم التالي، أما الآن فقد أصبح الحل فوريا، بالإضافة إلى وجود مشرفين ميدانيين في مواقع العمل. وتابع قائد عام معسكرات الخدمة العامة حديثه أن الجمعية تعقد ورش عمل قبل بدء المعسكرات من أجل تنسيق العمل وإعداد الجداول والمطبوعات وتحديد كل احتياجات المعسكرات، كما أن التنسيق مع القطاعات المستفيدة من خدمات الكشافة يبدأ بعد نهاية موسم كل حج للعام المقبل. وفي جانب الإدارة العملية للمجموعات ألمح إلى أن هناك إدارة مركزية في العزيزية و إدارات فرعية ولكل معسكر قائد ومساعد وقائد للبرامج ومساعد وأمين عهدة بالإضافة إلى قادة للفرق واللجان الفنية المسؤولية على أعمال المسح والإرشاد وهناك مسؤول عن المجموعات التي تشارك بقية القطاعات مثل ووزارة الصحة وأمانة العاصمة المقدسة ووزارة التجارة والصناعة والبنك الإسلامي ووزارة الشؤون الإسلامية، وأكد على أن جميع المعسكرات الفرعية ترتبط بالقيادة العامة وبمسؤولين أعضاء في القيادة وهؤلاء يرتبطون بالقائد العام. من جهة أخرى بدأ يوم أمس أكثر من 3000 كشاف وجوال عملية المسح بهدف جمع المعلومات الميدانية الخاصة بمؤسسات الطوافة والمخيمات في منى وعرفات, والتعرف على معالمهما حتى يتمكن الكشافة فيما بعد من القيام بعملية إرشاد التائهين . وتستمر عملية جمع المعلومات حتى مساء اليوم الخامس من شهر ذي الحجة ثم يطبع الدليل الإرشادي, الذي يستعمله الكشافة في عملية الإرشاد. وأوضح قائد عام معسكرات الخدمة العامة لحج1430ه الدكتور مقرن بن إبراهيم المقرن أن عملية المسح تمر بثلاث مراحل؛ مرحلة الإعداد والتجهيز التي بدأت من يوم 25-30/11/1430ه حيث يتم فيها تجهيز الخطة ووضع برنامج المسح للفرق على المناطق لمشعري منى وعرفات لكي تتمكن فرق الكشافة من مسح مربعات الأراضي في المشاعر على فترتين صباحية ومسائية, وتجهيز ملفات الفرق والإخصائين ومراجعة الخرائط والشرائح مع الواقع الميداني وتعديلها حسب ما يطرأ من إحداثات جديدة . والمرحلة الثانية مرحلة المسح حيث تقوم الفرق المشاركة في معسكرات الخدمة بعملية المسح لمشعري منى وعرفات وتوثيق المعلومات في كراسة المسح على فترتين صباحية ومسائية ومن ثم تقيم هذه البيانات ومطابقتها مع بيانات المؤسسات الحكومية ومؤسسات الطوافة, ثم تدخل البيانات في الحاسب. أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة إصدار الدليل الإرشادي والخرائط العامة والشرائح بعد التأكد والمراجعة . يذكر أن مؤسسات الدولة العاملة في الحج تعتمد على معلومات دليل الإرشاد والذي تصدره جمعية الكشافة العربية السعودية لدقة المعلومات التي يحتويها ووضوحها. وفي بادرة جديدة قطع 600 كشاف وجوال وقائد عهداً على أنفسهم بأن يكونوا خير سفير وممثل للشباب السعودي أمام ضيوف الرحمن بعد أن وقعوا أمس ميثاق شرف في معسكر منى الجبل الذي تقيمه جمعية الكشافة العربية السعودية لخدمة الحجاج . وتناول الميثاق بأن يلتزم المشاركون في المعسكر بالطريقة الكشفية وهي مجموعة من الصفات الحميدة التي يسعى كل كشاف وجوال أن يتحلى بها ويسلكها في حياته لتكون منهجاً له ، وتتكون تلك الطريقة من عدة مجالات من أهمها الوعد والقانون الكشفي ، ونظام الشارات ، وحياة الخلاء ، ونظام الطلائع ، والتعلم بالممارسة . من جانبه قال قائد المعسكر الأستاذ غانم بن عبدا لله الغانم ان الكشاف قبل أن يتقلد المنديل الكشفي يلتزم بوعد كشفي يأخذه على نفسه بأن يؤدي واجباته نحو الله ثم نحو الآخرين ونحو الذات ، ومن باب التذكير بذلك الوعد كانت لنا فكرة هذا الميثاق الذي وجد ترحيباً من كافة المشاركين وأعطاهم دافعاً وحماسًا للعمل بإخلاص وتفان لتحقيق الهدف الأسمى وهو خدمة ضيوف الرحمن الذين قدموا من شتى بقاع الأرض وحتى نحقق رؤية الجمعية بتقديم خدمة كشفية متميزة أساسها الإخلاص وسمتها الإتقان ومنهجها التربية .