يعاني طلاب ابتدائية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة صبيا من كثرة تنقلاتهم بين المدارس المستأجرة، فبعد خروجهم من المبنى الحكومي المتهالك استقر بهم الحال في مبنى مستأجر، وبدوام مسائي، ما سبب لهم إرباكا في العملية التعليمية، ورفع أولياء أمور الطلاب شكوى لتعليم صبيا، ووجه مدير التعليم باستئجار مبنى آخر على أن يكون الدوام صباحيا، وتم الانتقال إلى المبنى إلا أنه بعد خمسة أشهر قرر الدفاع المدني إخلاءه، لعدم توفر وسائل السلامة وسوء المبنى مدنيا، ليجدوا أنفسهم في المبنى الأول المستأجر والدراسة ليلا. وأبدى عبدالله مقبل أسفه على أبنائه وما يلاقونه من عدم استقرار، ما أثر عليهم سلبا، مبينا أن رغبتهم في الدراسة لم تعد كما كانت، فكثرة التنقلات وعدم وجود مكان مناسب والدوام المسائي شكّل لهم خوفا من المستقبل، وخاصة أنهم أطفال. وطالبت شريفة عيسى وزير التربية والتعليم بإيجاد حل مناسب أو التواصل مع المقاول لاستكمال المشروع المنتظر منذ خمس سنوات، لضمان مدرسة مناسبة تتلاءم مع الأطفال. وأوضح الدكتور عبدالرحيم الميرابي المتخصص في المجال النفسي أن هذه الظروف التي يمر بها أطفال صغار في السنوات الأُولى من حياتهم الدراسية، قد تترك أثراً غير محبب في نفوسهم، لا يتوافق وأهداف الترغيب التي ينبغي على إدارات التربية تهيئتها للنشء في هذه السن المبكرة، التي يفترض أن يحرص فيها المسؤولون على توفير المناخ المناسب لتحقيق قدر من الارتياح يُمَكّن التلاميذ من ممارسة التعلم وفق تكوينهم النفسي، وإن كنت أرى أن تأثيرها النفسي على المدى البعيد محدودٌ، لأنها قد تؤثر على مستوى التحصيل الدراسي أكثر من التأثير الحاصل على المستوى النفسي، ما خلا الأطفال الذين لديهم الاستعداد ممن لا يستطيعون مقاومة عوامل الإحباط التي قد تستمر معهم كنمط مرضي، وليس كحالة طارئة يمكن تجاوزها. وعن خطوات تعليم صبيا نحو القضية، أوضح مدير التربية والتعليم بمحافظة صبيا إبراهيم الحازمي أنهم في تعليم صبيا وصلوا إلى مرحلة اليأس مع المقاول المنفذ لمشروع تحفيظ القرآن الكريم بصبيا، وأكد أن المشروع تحت إجراء السحب من المقاول وسيتم طرحه مرة أخرى بعد اكتمال عملية السحب، وحول المباني المستأجرة وارتباطهم بالدوام المسائي أكد الحازمي أنهم أعلنوا في وقت سابق عن حاجتهم لمبنى مستأجر جديد ويجري البحث عنه ليتم نقلهم إلى مقر مناسب حتى يتم الانتهاء من المشروع.