أكدت الجمعية الفلكية بجدة تعذر رؤية هلال غرة شوال مساء الاثنين الموافق 29 رمضان، مرجعة ذلك إلى أن القمر سيكون مقترنا فلكيا مع الشمس بما يسمى ب"المحاق"، ووفقا للخصائص الفلكية لشروط الرؤية الشرعية فإن الرؤية ستكون غير ممكنة في كافة مناطق المملكة وجميع العالم العربي سواء بالعين المجردة أو من خلال التلسكوب، وسيكون مشاهدا فقط في الأجزاء الجنوبية للقارة الأميركية من خلال التلسكوب فقط. ووأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة ل"الوطن" أن الجمعية سترصد الهلال الثلاثاء المقبل من خلال تلسكوبين بعدستين 5 و 8 بوصة في منطقة السقالة بأبحر الشمالية، لإثبات عدم إمكانية رؤيته، مشيراً إلى أن القمر سيكون موجودا غير أن خصائصه الفلكية من حيث ارتفاعه فوق الأفق وعمر الهلال وإضاءته ومدة مكوثه التي لا تتجاوز في جدة أربع دقائق وغروبه قبل غروب الشمس في المنطقة الشرقية وغروبه مع غروب الشمس في الوسطى وبعد غروب الشمس بفترة وجيزة جدا في المنطقة الغربية والجنوبية التي ستتراوح بين 3 إلى 6 دقائق ستجعل رؤيته متعذرة. وأشار أبو زاهرة إلى أن الشمس ستغرب في ليلة التحري من أفق مكةالمكرمة عند الساعة 6:41 مساء وعند ذلك التوقيت يكون القمر على ارتفاع صفر درجة و 18 دقيقة و 65 ثانية والزاوية بينه وبين الشمس "الاستطالة" 8 درجات إلى يسار موقع غروب الشمس بالنسبة للراصد والجزء المضاء منه 0.6 في المائة، ويمكث في سماء مكةالمكرمة 3 دقائق فقط ويغرب عند الساعة 6:44 مساء. وذكر أبو زاهرة أنه بالنسبة لباقي مناطق المملكة فإن الحسابات الفلكية ليلة التحري تشير إلى أن القمر سيغرب بعد غروب الشمس بفترة قصيرة جدا . وبين أبو زاهرة أن المملكة ستكون أمام خيارين أحدهما أن تكون بداية شهر شوال يوم الثلاثاء 30 أغسطس وهذا سيكون وفق الحساب الفلكي نظرا لغروب القمر بعد غروب الشمس بدون إمكانية رؤيته سواء بالعين المجردة أو التلسكوب، أو أن تكون بداية شهر شوال يوم الأربعاء 31 أغسطس وهذا سيكون وفق الرؤية الشرعية الصحيحة، حيث إن القرار الفصل والنهائي في هذا الموضوع سيكون في المحكمة العليا نظرا لأنها هي الجهة المخولة نظاما بإثبات الأشهر القمرية في المملكة. إلى ذلك توافق بعض علماء الفلك في جامعة الملك عبد العزيز بجدة الجمعية على عدم إمكانية رؤية الهلال فلكيا ولا حسيا يوم الاثنين الموافق 29 من رمضان بسبب غروب الشمس قبل القمر، ومما ذكروه أن "رمضان لهذا العام، عدد أيامه بالتوقيت الفلكي وبتوقيت مكةالمكرمة تسعة وعشرون يوما أي ينتهي يوم الاثنين، حيث تغرب الشمس في السادسة و41 دقيقة بتوقيت مكةالمكرمة ويغرب القمر بعدها الساعة السادسة و44 دقيقة بتوقيت مكةالمكرمة، فبين غروب الشمس وغروب القمر بعدها 3 دقائق" مضيفين : أنه بالرغم من غروب الشمس قبل القمر بثلاث دقائق، غير أن رؤية الهلال غير ممكنة فلكيا وعليه فيكون يوم الثلاثاء الموافق 30 /8 /2011، هو اليوم المكمل لشهر رمضان ثلاثين يوما ويكون الأربعاء هو يوم عيد الفطر وهو أول يوم من شهر شوال. ومن جهته رفض عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله المنيع ما صدر عن بعض المختصين في علم الفلك في جامعة الملك عبد العزيز من أن غروب الشمس قبل القمر ب3 دقائق يوم الاثنين الموافق 29 رمضان سيجعل رؤية هلال شوال غير ممكنة فلكيا وحسيا. وقال في بيان صحفي أمس: إذا جاءنا عدلان يشهدان برؤية الهلال مساء يوم الاثنين الموافق 29 رمضان الجاري، فيجب قبول شهادتهما والعمل بمقتضاها، فقد اتفق على صحة الرؤية التوقيتان الفلكي والشرعي، مضيفا: "لا عبرة للقول بعدم إمكان الرؤية لما فيها من تقييد قدرة الله على فضله على من يشاء من عباده بقوة الإبصار". وأشار المنيع إلى أن القول بعدم إمكانية الرؤية مع التسليم بأن الشمس غربت قبل القمر فهو محل نظر، موضحا أن الصحيح المتفق مع المقتضى الشرعي أن الفلك إذا قرر علمه أن الشمس قد غربت قبل القمر وأن القمر غرب قبلها بزمن كثير أو قليل فإذا جاءنا من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فلا شك أن هذه الرؤية ممكنة ومنفكة عما يكذبها. وأضاف "إذا أجريت مع الشاهد إجراءات التعديل وانضم معه في الشهادة آخر وجرى تعديله فيجب الأخذ بالشهادة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" وليس أمام هذه الشهادة ما يدعو لردها. وبين أن القول بعدم إمكان الرؤية والحال ما ذكر غير صحيح، طالما أن الشمس غربت قبل القمر، لافتا إلى أن الله تعالى أعطى بعض الناس قوة إبصار يستطيعون بها متابعة الهلال مع الشمس قبلها أو بعدها، مشيرا إلى بيان المحكمة العليا عن هلال رمضان هذا العام 1432ه، حيث جاء فيه أنه تقدم للمحكمة من شهدوا برؤية الهلال مساء يوم السبت الموافق 29/8، أمام الشمس حيث غربت الشمس بعد غروبه.