عندما أريد الحصول على خدمة من أحدى الجهات الخدمية في محافظتي أجدني أمام طريق طويل ومرهق أفكر مئات المرات في طلب تلك الخدمة أو الاستغناء عنها حتى يفرجها الله . في الحقيقة لا أجد مبرر في أن تسلك معاملتي هذا الطريق الطويل الذي قد أفقد حياتي من أجل متابعتها هنا وهناك ومن أجل إمضاء المسئول المركزي إن صح التعبير وقد لا يقلب ورقة من أوراق المعاملة تلك . إنها البيروقراطية المفرطة التي تزيد الفجوة بين المواطن المسكين الخالي من الدسم وبين المسئول الذي يسبب لك الضغط والسكر بمركزيته التي افترشها أرضا والتحفها سماء. هل يعقل أن تلغي صلاحية المسئولين هنا في المحافظة وأن لا يتخذوا قرارا في اعتماد خدمة ما لمواطن ما في جهة ما!!!؟؟ . هل يدرك أولئك المسئولين أن مركزيتهم التي اصطنعوها ستستغل في تفشي الرشوة ودهن السير من قبل ضعاف النفوس هل نظام المركزية و (تمغيط) المواطنين صعودا ونزولا ووعودا يروق لذلك المسئول في حجب الخدمات عن المواطنين بحجة تدوير وتحوير ونفخ وطبخ النظام وإقصاء المسئولين الأدنين و ألا يسيّر النظام إلا مسئول المركزية فلا أظن القيادات العليا تتعامل بهذا الرؤية في حصول مواطنيها على الكفايات الأساسية من الخدمات المتاحة ولا يرضيها ذلك. فإذا كان التعامل يصدر من مسئولينا المركزيين بهذه الرؤى فلا أظنني سأحصل على خدمة من حقي أن استفيد منها إلا بعد أفول المركزية عن وجه النظام وإتاحة الفرصة لكل محافظة باتخاذ القرار فيما تراه وتقرره اللجان المحلية مع تحمل كافة المسؤوليات والتبعات فأهل مكة أدري بشعابها .