( من جاور الجرابة جرب ) , فمثلنا هذا لم يتم تأليفه أو توليفه هكذا , ولم يأتي لنا من فراغ , فهو مثل يستحق لأن نتذكره وأن نذكره دائما , فالبرغم من قصره إلا أن في فهمه وتفسيره لفيه دلائل وفوائد كبيرة , لأنه مأخوذ من واقع حاصل أو قد حصل , وقد تم بعد ذلك تأليفه ومن ثم ذاع صيته وأنتشر , وذلك بعدما قد ترجم وطبق في عهود سابقة , ومازال معروفا عنه وحتى وقتنا الحالي . أذكر لكم سابقا عن معلمي الفاضل ( معلم اللغة العربية ) وفي أيام دراستي في المرحلة المتوسطة , حيث غرس وعلم فينا حب الحكم والأمثال الجميلة وعن كيفية ترجمتها وفيمن تطلق أو تفسر تزامنا مع واقعنا , أو بحسب ظروف وملائمة ما قد يحصل لنا أو معنا , حيث كان معلمي الفاضل يقول لنا : لا تجلس بجوار زميلك المشاغب وحتى لا تكون مثله , أو بجوار زميل غير مجتهد وحتى لا يتدنى مستواك , فكان دائما ما يردد هذا المثل , والذي أصبح حاليا ملازما معي بل و محفوظا في ذاكرتي . ولم أستفد من هذا المثل أو كما أن غيري قد عرفه واستفاد منه سوى لما نشاهده في عالمنا من أمور معكوسة تترجم عن صحة وحقيقة هذا المثل وتطبقه , وكأمثلة على ذلك : لأن تجد مثلا فلانا من الناس في يوم من الأيام بأنه قد كان إنسانا محافظا ولكن بسبب صداقته وتواصله مع شلل فاسدة فقد تجده بأن حاله قد انعكس وصار مثلهم , و كمثالا أيضا مع إنسان صالح يختلط بشلة ( مدمنة للمخدرات مهما كانت أنواعها أو تعددت ) لتجده في يوم من الأيام بأن يصبح مثلهم مدمنا , وذلك لأنه قد تعلم منهم وأخذ من أطباعهم وأفعالهم ومن ثم قد طبقها بالحرف الواحد , والسبب في هذا كله يعود لمجاورته لهم وملازمتهم , وبهذا يكون قد طبق فيه هذا المثل . لهذا : فقد تجاور مفسدا فتكون مثله مفسد إلا ماشاء ربي , وقد تجاور صالحا فتكون مثله صالح إلا ما شاء ربي , وقد تجاور معلما أو شيخا أو عالما أو مثقفا أو .. الخ ... فتكون واحدا منهم أو في مثل من ذكرت , والمرء دائما على من جاوره أو لازمه إلا ماشاء ربي , فمثلنا هذا كم هو قصير ولكنه في الحقيقة فلهو مثل يحتوى على معاني عظيمة ومفيدة , حيث أنه قد فسر وبين وترجم وأيضا قد فرق ووضح عن حال واقعنا ومجتمعنا ( حال هؤلاء البشر ) لما هم عليه الآن .. أو لما كانوا عليه في السابق , وفي المقابل فقد حذرهم أيضا وعلى شكل حكمة أوكمثل بسيط سهل الحفظ ولكنه قد يكون صعب الفهم والتطبيق لما نحن عليه الآن , وختاما .. ومع هذا المثل فلا يحتاج منا إلى تنبيه , ولكن نحتاج فقط لأن نعرف دائما وبأنه ( من جاور الجرابة جرب ) . سامي أبودش كاتب سعودي . www.facebook.com/samiabudash