نعلم جميعاً أهمية القراءة, ومع ذلك لا نهتم ولا نبالي كم كتاباً نقرأ في الشهر. مثلنا كمثل المريض الذي يعلم اهمية الدواء ليشفى بإذن الله من مرضه, ولكن لا يهتم بأخذ دوائه. أهملنا كثيراً القراءة , فانتشر فينا الجهل بامور الدين , والتأخر في أمور الدنيا من اختراعات واكتشافات , فأصبحنا نستورد بدلا من أن نصدر. أصبحت هممنا مثبطة , وأصبحت أهدافنا تقليدية متشابهة عند كثير منا , وإذا تميز و أبدع منا أحد انبرينا نبحث عن سبب ابداعه وتميزه , و كأننا لا نعرف أن سبب تميزه و إبداعه أنه كان للكتاب جليساً , فكان له الكتاب صديقاً مخلصاً , فأوصله إلى الإبداع والتميز. فهذا ابن الجوزي من المميزين المبدعين الذين تركوا بصمة في تراثنا وحضارتنا , كان يقول عن نفسه " إنني لو قلت أنني طالعت 20 ألف مجلد كان أكثر, وأنا بعد في الطلب". وهذا نموذج آخر من المميزين والمبدعين الذين غيروا العالم إنه توماس أديسون مخترع الكهرباء الذي سأل عن أسباب نجاحه فقال : " القراءة الدائمة بلا انقطاع , و العمل الدائم بلا يأس". بالقراءة تميزنا وعلونا وعندما تركنا القراءة هبطنا وقدكانت القراءة من الاسباب التي جعلتنا أمة عظيمة في حضاراتها وعلومها , فتركناها وفقدنا بذلك ما أوصلتنا إاليه.. الجهل و التأخر وغيرهما ليس لهم علاج الا القراءة... فعلينا العودة للقراءة اذا اردنا أن نتمير .