يبدو أن الإثارة بدت تتجاوز مداها الطبيعي في الحلقات الرياضية ليلة السبت التي تتوافق مع إجازة الجمعة التي ينالها السعوديون، في ظل المنافسة الشديدة بين القنوات الفضائية، فألفاظ مثل «مرتشون ومرتزقة» و«مجنون ومصرقع» و«شبيحة» و«مخذرف» باتت جزءاً من الحوارات الرياضية الصرفة التي يتابعها مشاهدون يتنقلون بين القنوات الفضائية، قبل أن يتفاجأون بضيف يقول لآخر: «تخسى وتعقب... ومش كل طير يتاكل لحمه». في حلقة «المجلس» من الدوري والكأس أخذت أحاديث عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي المستقيل حافظ المدلج مساحة كبيرة من النقاش بين الضيوف إذ خرج الصحافي عايد الرشيدي ووصف الأول ب«الشبيحة»، قائلاً: «المدلج مثل شبيحة سورية الذين يفجرون حتى تضيع القصة»، مفترضاً أن اتهامات المدلج تهدف لتحويل دفة الحديث عن إخفاقات الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى اتجاه آخر، وهو ما حدا بالمذيع خالد جاسم إلى التدخل بالقول: «كَرّم حافظ لو سمحت فأولئك مجرمون يذبحون شعبهم»... وأضاف: «أنا اعتذر بالنيابة عنه وأتمنى أنه لم يكن يقصدها». وشهدت الحلقة ذاتها مداخلة من الكاتب الصحافي عبدالرحمن السماري، الذي اتهم مقدم برنامج رياضي على إحدى قنوات مجموعة «إم بي سي» باستلام سيارة بقيمة نصف مليون ريال، قائلاً: «مشكلة الإعلام السعودي أن الباب مشرع فيعمل فيه مطرب وإداري فاشل، وهناك سائق ليموزين صحافي سعودي وأنا أعرفه». وأضاف: «لدي 5 أسماء كل واحد منهم لديه سيارة لكزس، فالمرتزقة موجودون والرشوة موجودة... الإعلام السعودي هو من شوه سمعة الوسط الرياضي السعودي، اذهب إلى المواقع الإلكترونية ستجد الكل يتحدث عن الأندية ولا يتحدثون عن المنتخب». وتداخل الكاتب الصحافي فهد الطخيم، الذي كان ضيفاً في استوديو البرنامج موجهاً حديثه للسماري: «لم أذكر اسمك أنت من عرف بنفسه، وأنت من شتمت رئيس نادي في إحدى الصحف وشبهته بإحدى الممثلات وبعدها عدت في الصحيفة ذاتها لتمتدحه ورفضت الصحيفة نشره فنشرته في صحيفة أخرى». وهو ما جعل السماري يقول لمقدم المجلس خالد جاسم: «سأقدم لك هدية عبارة عن ريموت كنترول جديد من اليابان وبدلاً من أن تصرخ تضغط عليه فيسكت من إلى جوارك». وواصل: «هذه النوعية هي مشكلة الوسط الرياضي، وللأسف الواحد إذا طُرد من ناديه جاء للوسط الاعلامي، وباختصار حتى لا استحوذ على الوقت لديكم في الاستوديو مجنون ومصرقع فهل ممكن أن تقول لي من هو، أنا ما قلت كلهم أنا قلت واحد، وهناك مثل شعبي يقول العنز تحفر عن مذبحها». وبلغ النقاش بين الطرفين «السماري والطخيم» مداه قبل أن يتهم السماري مقدم برنامج رياضي سعودي باسمه الصريح بأنه تسلم سيارة بقيمة نصف مليون ريال وهو ما جعل خالد جاسم يتدخل ويطالب بعدم ذكر اسماء، ليقول السماري: «من شوه سمعة الاعلام هذه النوعية الرديئة»، ليرد الطخيم قائلاً: «السماري ملفوظ من الرياضة منذ عام 75، وانا لا أحب الظهور كما يحب هو أن «يترزز» وأنا معي ماجستير وهو معه ابتدائي، احترمه كرجل واحترم عائلته لكني لا احترم عمله الاعلامي». وشهدت الحلقة أيضاً محاولة من خالد جاسم لتهدئة الوضع بوصف السماري ب«الكبير» وهو ما لم يرضِ الطخيم الذي قال: «إنه مخذرف»، قبل أن يضيف: «هؤلاء يخربشون، ويجب أن ننظف الإعلام منهم». وعلى خط متوازٍ من «الارتفاع والحدة» شهد برنامج «الهدف» على قناة «لاين سبورت» الذي يقدمه طارق الحماد مشادة حادة بين الصحافيين فهد الروقي وخالد قاضي وصلت إلى الحد الذي قال فيه الأول للثاني: «تخسى وتعقب». وكان خالد قاضي اتهم الروقي بالخروج عن النص دائماً، مشيراً إلى أنه يتحاشى انتقاد بعض رؤساء الأندية في الساحة الرياضية، قائلاً: «من حق الروقي أن يتعاطف مع من يشاء»، وهو ما أثار حفيظة الروقي إذ قال: «كل رؤساء الأندية السعودية على عيني ورأسي وتجمعني بهم علاقة ود واحترام، وأنا أقولها من هذا المنبر رأسي برأسهم ولا أحد أعلى من رأسي، احترمهم واحترم مقاماتهم لكن الرأس بالرأس، ومن أراد أن «يوطي» رأسه عند الآخرين فهذا الأمر لا يعنيني». ويضيف: «اعتذر من القناة ومنك شخصياً ومن الجماهير فإذا كان خالد قاضي يلمح بالأسماء التي قالها فأنا اعتذر من الجميع وأقول له: «تخسى وتعقب»... والله لو يستدعي الأمر طردي من جميع الوسائل الإعلامية، و«مش كل طير يتاكل لحمه» لا خالد قاضي ولا غيره». وعندما حاول الحماد تهدئة الوضع، قائلاً لضيفه في الاستوديو: «أنت رجل تتحدث بلباقة واحترام وهذه الألفاظ لا تليق بك»، ليرد الروقي سريعاً: «يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: من يُستفز فلم يستفز فهو حمار». قاضي من طرفه لم يصمت وواصل الحديث، قائلاً: «وزارة برنامج المجلس شهد اتهامات بين عدد من المشاركين فيه. المعارف أطلقوا عليها هذا الاسم سابقاً لكن الآن أسموها وزارة التربية والتعليم، فالأدب مقدم على العلم، والتربية مقدمة على التعليم، وإذا كان أبو عمر من منسوبي وزارة التربية والتعليم فسيكون في موقف محرج أمام طلبته، وكل إناء بما فيه ينضح وتربيتي وأخلاقي لا تسمح لي أن أرد»، لكن الروقي رد قائلاً: «اسكت يا خالد لا يجيك الرد أكثر من الكلام وأقبل الاختلاف في كل شيء إلا أن يتهمني أحد في شرفي». نهاية الحلقة أيضاً شهدت حدة في النقاش بين الطرفين المختلفين إذ كرر الروقي اعتذاره للمتابعين ولمقدم البرنامج، قائلاً: «أكرر اعتذاري من القناة واعتذر منك شخصياً واعتذر من الجماهير لكن الحمد لله انه ما كان موجوداً على الطاولة معي»، ليرد قاضي قبل ختام البرنامج: «يعني حيضربني ولا أيه». نقلاً عن جريدة الحياة