وسط أجواء الحزن التي سيطرت على فريق انتر ميلان الإيطالي عقب خروجه صفر اليدين من دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، أفلت المدرب كلاوديو رانييري بمكافأة لم يكن يتوقعها مع الخروج المبكر لفريقه. وحقق انتر ميلان الفوز (2-1) على مرسيليا الفرنسي مساء أمس الثلاثاء في إياب دور الستة عشر للبطولة الأوروبية، ولكن ذلك لم يكن كافياً لتأهل الفريق إلى دور الثمانية، حيث سبق لمرسيليا أن حقق الفوز (1-0)، ليتأهل بفارق التسجيل خارج ملعبه. ورغم الحزن الذي سيطر على جميع أنصار انتر بعد مباراة الأمس، نال رانييري دفعة جديدة من مسؤولي النادي بعدما تخلّص من مخاوف الإقالة التي حاصرته في الفترة الماضية، واطمأن لاستمراره مع الفريق حتى نهاية الموسم الحالي على الأقل. وقال ماسيمو موراتي رئيس النادي، الذي لجأ لتغيير 14 مديراً فنياً تعاقبوا على إدارة الفريق منذ شباط/ فبراير 1995، أن رانييري سيستمر في منصبه رغم الخروج من دوري الأبطال. ويمتلك رانييري الآن فرصة تعويض هذا الخروج من خلال 11 مباراة باقية للفريق في الدوري الإيطالي هذا الموسم. وقال موراتي: "في ليلة كهذه، لا أشعر برغبتي في اتخاذ أي قرار، لا أرى أخطاء في المدرب وإنما حالف الحظ منافسه الفرنسي ديدييه ديشان". وأضاف: "لو خسرنا (0-4)، ربما كنت سأفكر بشكل مختلف، ولكن لا يمكن الحكم على أداء الفريق بأنه سلبي لأن شباكه استقبلت هدفين في الوقت الضائع بواقع هدف في كل مباراة، رانييري لا يستحق هذا الحكم السلبي". وبدا أن مباراة الأمس تعكس الموسم السلبي للفريق الإيطالي، وقال رانييري: "كانت لنا الفرص الأفضل، في غضون 180 دقيقة، سنحت لمرسيليا ثلاث فرص فقط أمام مرمانا، في كرة القدم من يسجل الأهداف هو من يفوز، نهنئ مرسيليا على الفوز والتأهل". وأضاف: "افتقدنا بعض الحظ في هذا الموسم، لا يمكنني أن أطالب الفريق بالمزيد، ولكننا لا نحتاج إلى إعادة بناء الفريق من الصفر، نحتاج فقط إلى إعادة هيكلته". وأصبح رانييري (60 عاماً)، رابع مدرب يتولى تدريب إنتر منذ حزيران/ يونيو 2010، أي منذ رحيل البرتغالي جوزيه مورينيو من تدريب الفريق إلى ريال مدريد الإسباني، بعدما أحرز مع انتر الثلاثية التاريخية، الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا. وتولى رانييري تدريب انتر في أيلول/ سبتمبر الماضي، خلفاً للمدرب جان بييرو غاسبريني، وذلك بعد ثلاث مباريات فقط من بداية الموسم، ويمتد عقد رانييري مع الفريق حتى نهاية الموسم المقبل وبالتحديد في حزيران/ يونيو 2013. وعلى مدار الموسم الحالي، انتشرت التعليقات السلبية والانتقادات لسياسة الانتقالات التي انتهجها موراتي بداية من بيع المهاجم الكاميروني صامويل إيتو في آب/ أغسطس الماضي، وانتهاء ببيع تياجو موتا في كانون الثاني/ يناير الماضي، إذ انتقل اللاعبان الدوليان إلى فريقي آنجي الروسي وباريس سان جيرمان الفرنسي على الترتيب. وبينما ظهرت آثار كبر السن على أداء كل من البرازيلي لوسيو والأرجنتينيين والتر صامويل وخافيير زانيتي (38 عاماً)، لم يستطع النادي الإيطالي التعاقد مع البدائل المناسبة لأي منهم، وأصبح هدفه حالياً هو خطف المركز الثالث أو الرابع في جدول الدوري الإيطالي مع نهاية الموسم الحالي، ليتمكن من المشاركة في دوري أبطال أوروبا عن طريق الأدوار التمهيدية. ويحتل انتر حالياً المركز السابع في الدوري برصيد 40 نقطة، وبفارق ثماني نقاط عن لاتسيو الثالث، وست نقاط عن نابولي الرابع وأودينيزي الخامس.