أختتمت اليوم "الثلاثاء" المحاضرت النظرية للندوة الدولية لمدربي البراعم التي ينظمها الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بمدينة جدة بالتعاون مع الإتحاد العربي السعودي لكرة القدم، وأفتتح المحاضر المعتمد في الفيفا السويسري ماري كونز المحاضرات بورقة عمل عنوانها "الهيكل التنظيمي لكرة القدم للبراعم في الإتحادات" إلى جانب تطرقه في حديثه للمشاركين في الندوة عن العلاقات مع الهيئات الأخرى مقدما في سياق حديثه توجيهات متعددة نحو كيفية تطوير برامج البراعم المختلفة، وقال: "الهدف من تنظيم هيكل خاص بكرة القدم للبراعم في الإتحادات الأهلية هو إعطاء الفرصة لأكبر عدد من البراعم لممارسة كرة القدم دون قيود ولا ضغوطات في جميع الدول، ويجب أن يكون هناك مديرا فنيا لكل إتحاد يعمل على جميع الأمور الفنية داخل تلك الإتحادات وتطويرها والإهتمام بها للمساهمة في نجاح تلك المنظومة، بحيث يكون هناك تحت إدارته مجموعة من المسئولين عن لعبة كرة القدم بفئاتها السنية، وتكون مهمة المسئولين عن اللعبة هي تنظيم المسابقات والمهرجانات وتدريب المدربيين المسئولين عن كرة القدم لهذه الفئات العمرية، ويجوز في الوقت ذاته لبعض الإتحادات المتقدمة في تنفيذ خططها التطويرية وتطبيق هيكل لا مركزي على المستوى الإقليمي والمحلي بتكليف مسئولين إقليميين ومحليين للإشراف على تنفيذ البرامج الكروية في مناطقهم وكل تلك الأمور تكون تحت إشراف المدير الفني". وأضاف كونز: "وتتكون قاعدة هذا الهيكل من المدارس والأندية ويمثل المدرب "المربي" العنصر الأساسي لإنجاح البرامج الكروية للبراعم ويجب أن يتعلم المدربيين كيفية تنظيم المهرجان وإعداد المسابقة والعمل مع الأطفال لضمان نجاح المشاريع الرياضية المطبقة، بحيث يكون هناك كمثال أود ذكره قسم مختص لكرة القدم للبراعم وهو جزءا من القسم الفني بالإتحاد الأهلي مع بقية البرامج الأخرى ككرة القدم النسائية إن وجدت أو كرة القدم في الصالات، فيجب أن يعتمد الإتحاد الأهلي على هياكل كرة القدم الإقليمية والمحلية إذا كان ذلك بالإمكان لأنها تمثل همزة الوصل الأساسية بين المدارس والنوادي والتجمعات بحكم قربها منها، فهذه الهياكل لا مركزية ومدعومة من قبل الإدارة الفنية وتساعد القسم الفني بالإتحاد الأهلي في جميع الأنشطة الإقليمية والمحلية التي سيتم تنفيذها فيما يخص برامج براعم كرة القدم، فبإختصار الهيكل الخاص بإدارة كرة القدم للبراعم فيه عدة مسميات وظيفية لا بد من توفرها بداية برئيس القسم أو مدير كرة القدم ومنه إلى أعضاء الإتحاد الوطني ومن ثم ممثلي الهيئات العامة في وزارات الرياضة أو التربية والتعليم، ومن ثم الجهاز الفني كمدربيين تربويين ويهتموا في تربية الطفل، وأخيرا ممثلي كرة القدم النسائية إن وجدت". وأختتم ماري كونز أوراق عمله المتعددة التي قدمها في اليوم الأخير للندوة الدولية عن التواصل مع الهيئات الحكومية، وقال: "ليس هناك أي حكومة في الإتحادات القارية والأهلية تتجاهل الرياضة وفوائدها التي من الممكن أن تجلبها لشعوبها، فكرة القدم تعد وسيلة لتعزيز الصحة والتعليم وروح الجماعة والروح الرياضية بالتأكيد قبل كل شئ، فتلك المفاهيم تمثل جزءا من الأهداف الأساسية للحكومات الوطنية والقيم التي تؤيدها الحضارات الحديثة، لذلك اللعبة ستكون مدعومة بشكل كبير من تلك الهيئات نحو توفير سبل ممارسة الرياضة في كل مكان من خلال الشوارع والمدارس والأندية وغيرها، فتكوين العلاقات مع الهيئات والحكومات مهم جدا حتى تمارس كرة القدم في الأندية التي تتفاوت في نوعية بنيتها التحتية حسب الوضع الإقتصادي بالبلد ومدى تطور كرة القدم من جانب الشعبية والتمويل والموادر البشرية والمتطوعين وهياكل الإتحادات، والدور الأهم بالتأكيد هو التعامل مع المؤسسات المدرسية في هذا الغرض بحيث تدرس مادة الرياضة كمادة رسمية في معظم الأنظمة التعليمية مما سيخدم اللعبة في المستقبل، بحيث تروج وزارة التربية والتعليم عبر منهاج رسمي ومدرسي في إقامة المباريات والمنافسات الرياضية بين المدارس والفصول والمؤسسات وغيرها، إلى جانب وزارة الصحة فهي أيضا لها دور بارز يتمثل في في توفير الربط بين ممارسة الرياضة والصحة الجيدة للوصول للحياة المتوازنة مع التثقيف الغذائي وتقديم الرسائل المحذرة ضد إستخدام المنشطات والمواد الضارة الأخرى، وأخيرا وزارة الشباب والرياضة فلا بد أن تكون العلاقة معها مهمة تحديدا فيما يتعلق بالبنية التحتية الرياضية وأعمالها وصيانتها مع توفير مدربي براعم لتعليم أساتذة المدارس والمدرسين في كيفية الإشراف على برامج كرة القدم والتدريب المبدئي".. وطبق في الفترة المسائية للندوة السويسري ماري كونز بعض التدريبات والتقسيمات الصغيرة استعدادا لتطبيقها في مهرجان البراعم المقرر إقامته عند الثامنة صباحا اليوم "الأربعاء" على ملاعب أكاديمية النادي الأهلي بمشاركة مجموعة من المدارس النموذجية بعد التنسيق المسبق بين الإتحادين الدولي والسعودي مع وزارة التعليم وتحديدا إدارة تعليم منطقة مكةالمكرمة التي وفرت مجموعة من فرق المدارس النموذجية، فيما سيقدم بعد نهاية المهرجان الجوائز التقديرية لتلك المدارس من قبل الإتحادين الدولي والسعودي وبعدها سيتم تقديم شهادات الحضور لجميع المشاركين في ختام الندوة.