البطولات الأوروبية في كرة القدم لم تعد للفن والمتعة ورفع اسم البلد عاليا في هذه المحافل, بل أصبحت سياحة واقتصادا وكل ما يتعلق بالفرد والجماعة, فالكثير من العائلات والأفراد يرتبون إجازاتهم السنوية حسب موعد هذه البطولات, لذلك لا عجب أن نرى المدرجات ممتلئة من الجماهير، والأسواق والمطاعم في المدن التي تستضيف مباريات البطولة مزدحمة بالبشر حتى نهاية البطولة، لأن هناك من جاء للبلد المستضيف ليضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولا لتشجيع بلده وثانيا للسياحة هو وعائلته وثالثا للتعرف على حضارة المدن المستضيفة للمنتخبات، ويرى الكثير من المراقبين أن البطولات الأوروبية أصبحت قبلة سياحية بالدرجة الأولى قبل أن تكون محطة كروية بحتة خصوصا أن هذا العدد المتدفق من الشعوب للبلد المستضيف لا يقارن بالعدد الزائر لأجمل بلد أوروبي في السياحة العادية، لذلك استند المراقبون على مقولة إن البطولات الأوربية أصبحت صناعة سياحة واقتصادية أكثر منها كروية. وتسجل المنافسات في أمم أوروبا أرقاما قياسية في عدد الحضور الجماهيري، وتنعش البلد المستضيف اقتصاديا وسياحيا، لذلك جاءت فكرة استضافة دولتين بدل دولة واحدة في بطولة أمم أوروبا، وقد سجلت بولندا وأوكرانيا البلدين المستضيفين لنهائيات أوروبا حاليا انتعاشا كبيرا في اقتصادهما نظرا للزحف البشري الأوربي لهما. وسجلت يورو 2012 نجاحات كبيرة حتى الان لاسيما في روعة الملاعب وجمال عاصمتي بولندا وأوكرانيا، واعتبر المصورون الفوتوغرافيون ومصورو القنوات الرياضية هذه البطولة من أجمل البطولات لكثرة المناطق السياحية الهائلة في بولندا وأوكرانيا. وتنقل قناة الجزيرة يوميا المناظر التي تحيط بملاعب البطولة، والتي يعتبرها المتابعون خلف الشاشة الفضية مناظر خلابة جدا، ويحسدون فيها المتواجدين في البطولة لجمال الطبيعة في البلدين المستضيفين لليورو وما يحتويانه من مناظر خلابة. يذكر أن مصوري الوكالات الخاصة بتغطية البطولة تركوا الملاعب والمباريات جانبا وتفرغوا أكثر لتصوير المناظر التي أعجبوا بها.