أكثر ما يتميز به هذا الموسم تعدد المنافسين على بطولة الدوري وتعدد الأبطال فالشباب والأهلي والهلال حققوا البطولات والنصر والاتفاق دخلوا منافسين على كأسي الملك وولي العهد.. هذا يأتي كله لصالح التنافس لرفع المستوى الفني للفرق بشكل عام وللاعبين بشكل خاص فالإيجابيات كثيرة منها رفع مستوى الحضور الجماهيري في المدرجات وهو ما كان ملاحظاً مع اقتراب مراحل الحسم وسجلت النجومية الفنية والجماهيرية للنادي الأهلي هذا الموسم بشكل خاص.. التحكيم هذا الموسم بشقيه الأجنبي والمحلي كان الأفضل وإن كان هناك أخطاء لكنها لم تكن بحجم المواسم السابقة وخاصة المحليين حيث وفقت اللجنة هذا الموسم كثيراً وإن كانت قد أخطأت في بعض المباريات في اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة لكن عمل اللجنة في المجمل متميز مقارنة ببقية اللجان الأخرى والتي لا تعاني من الضغوط كحال لجنة التحكيم.. من أبرز سلبيات الموسم أن الفرق السعودية وخاصةً المنافسة لا زال العنصر الأجنبي هو الرقم الصعب فيها والذي يصنع الفارق لها في ظل غياب تام للاعب المحلي الذي يحضر ويغيب إذا استثنينا اثنين فقط هما ناصر الشمراني وتيسير الجاسم.. الكرة السعودية لا زالت تعاني من قلة الاستقرار التدريبي سواء لأنديتها أو منتخباتها ولهذا لاشك أثر بشكل مباشر على كرة القدم السعودية وشاهدنا هذا الموسم أن أفضل فريقين هما الأهلي والشباب يتمتعان باستقرار تدريبي ساهم في تميزهما وكذلك الحال لفريق الفتح.. الهلال أبرز الفرق التي لم تقدم ما يوازي الصرف المالي الكبير على الفريق الأول وتأثر الفريق كثيراً لغياب الاستقرار التدريبي مما أثر على أدائه الفني سلبياً بينما الاتحاد أبرز الخاسرين هذا الموسم بسبب الأزمة المالية التي يمر بها مما أجبر إدارة النادي على الاستعانة بأجانب مشي حالك.. فيما النصر لازال يعيش في دوامة الضياع هدر مالي كبير أجانب لا يصنعون الفارق غياب الاستقرار التدريبي والإداري وتكرار ذلك مستقبلاً يعني مزيداً من الفشل وهو الشيء الذي لن تقبل به الجماهير النصراوية مع بداية الموسم القادم مهما كانت المبررات.. نجومية الموسم أيضاً يجب أن تشمل فريق الاتفاق والفتح ونجران فقد حققوا نجاحاً كبيراً يفوق إمكانياتهم المالية لوجود كوادر إدارية تملك الفكر قبل المال وهو ما تحتاجه كثير من الأندية السعودية.. أبرز ما في هذا الموسم حدث خارج الملعب منها استقالة اتحاد كرة القدم إثر خسارة المنتخب لحظوظه في كأس العالم وتعيين أحمد عيد رئيساً مكلفاً لاتحاد كرة القدم وأيضاً استقالة بعض أعضاء لجنة الانضباط والإثارة الإعلامية في وسائل الإعلام المختلفة وهي تفوق بشكل كبير الإثارة داخل الملعب.. مدير الكرة ورئيس النادي.. في السعودية فقط تجد رئيس النادي ومدير عام الكرة المنصبين الأهم في أنديتنا ومنتخباتنا من حيث اتخاذ القرارات بشأن فريق كرة القدم وأيضاً هما الأبرز إعلامياً والحقيقة أن هذا التوجه هو أحد أسباب تدهور الكرة السعودية فهم سرقوا بقصد أو بغير قصد صلاحيات المدير الفني للفريق ولم يكتفوا بذلك بل حتى الظهور الإعلامي حجبوه عنه ليتفردوا به لكن قرار رابطة المحترفين بعقد المؤتمرات الصحفية للمدربين أعاد لهم جزءاً من حقوقهم المسلوبة.. في السعودية فقط المنصب الإداري لمدير الكرة أصبح مهماً بل إن الفشل والنجاح للفريق الأول مرتبط به ورغم أن تجربة الشباب أثبتت نجاحها بوجود البلجيكي برودوم إلا أن هناك من لا زال يرى منصب مدير الكرة أهم من المدير الفني وهنا أُحيي توجه رئيس الهلال نحو تسليم معظم صلاحيات مدير عام الكرة للمدير الفني القادم للهلال وتلك تتطلب أن يكون ذو شخصية قوية انضباطية وهذا ما يتوافق مع شخصية اللاعب السعودي الذي يبرز مع المدرب الانضباطي أكثر من التكتيكي وإن اجتمعتا فخير وبركة.. نوافذ: - رئيس الهلال يملك قدرات إدارية فوق العادة فقد مرر إبعاد سامي الجابر عن إدارة الكرة بهدوء وبدون ضجة إعلامية كما يحدث مع بقية المدراء في الأندية الجماهيرية الأخرى وبطريقة لا يجيدها إلا ذوو الخبرة والحنكة الإدارية والأمير عبدالرحمن بن مساعد أحدهم.. - قبل أن يحضر لاعبوها الأجانب على إدارة النصر أن تؤمن حقوقهم ورواتبهم قبل أن يبدأ الموسم وأن لا يكون ذلك على حساب بقية الالتزامات ومنها رواتب اللاعبين المحليين هذا إذا كانوا ينشدون النجاح حتى لا تتكرر الأزمة المالية مع بداية كل موسم.. - يجب أن تركز إدارة النصر كثيراً على الانضباط في الموسم القادم وهو ما دهور الفريق قبل نهائي كأس الملك خاصةً في ظل وجود لاعبين لا يقدرون المسؤولية.. - أهم عوامل نجاح الأمير فيصل بن تركي في المرحلة القادمة هي عدم الاعتماد على مستشاريه السابقين فقد ضيعوه وضيعوا أموال النادي والأخذ بمشورتهم حالياً يعني مزيداً من الفشل فأحذر منهم.. - لا زال مدرب الفتح فتحي الجبال يسجل رقماً قياسياً باستمراره مع الفتح للموسم السادس على التوالي تحية وتقدير لإدارة الفتح التي اهتمت كثيراً بالاستقرار التدريبي وهو فكر احترافي أوروبي كم نحن بحاجة إليه..