ليس أمام الاتحاد السعودي لكرة القدم (المؤقت) من حل إلا الرضوخ لرغبات الأندية التي تأهلت فرقها للدور نصف النهائي من مسابقة الأبطال، وطلب ثلاثة منها إحضار حكام أجانب لمواجهاتها القادمة في البطولة، وذلك بعد أن تعالت الأصوات وكبرت، وبعد أن أكدت شواهد وقرارات تحكيمية الحاجة الماسة إلى هذه الخطوة في دور الأربعة لإنقاذ الموسم التحكيمي والإبقاء على الهدوء الذي يخيم عليه. مباريات دور الأربعة في الكأس ليست كمباريات الدوري التي فيها مجال للتعويض ولاهي كمباريات دور الستة عشر فهي لا تحتمل الأخطاء التحكيمية الواضحة و(المؤثرة) في النتيجة والتي تأتي تحت بند التغاضي أو التساهل، ولا مجال فيها لإدارة أي ناد أن تجامل على حساب حق لفريقها أو التغاضي عن إسقاط أو خروج لفريقها بفعل فاعل والأندية التي وصلت إلى نصف النهائي هي أندية جماهيرية وإعلامية ويقف خلفها شخصيات اعتبارية لها وزنها وقيمتها وتأثيرها وليست مثل بعض الأندية التي غادرت المسابقة وهي تئن من أخطاء لأسماء تحكيمية كانت بعضها تعرف مسبقا أو توقعت أنها ستتعرض لها وحصل (السيناريو) الذي يتكرر مع بعضها في كل مباراة يقودها بعض الحكام وهو ما حصل على سبيل المثال لفريق الاتحاد من الحكم عبدالرحمن العمري. الأكيد أن الهلال والأهلي والنصر ليسوا كالاتحاد والأكيد أن من ينصحون اتحاد الكرة المؤقت بضرورة الاستعانة بحكام أجانب ينظرون إلى المصلحة العامة للكرة السعودية على وجه العموم ويريدون موسما كرويا ينتهي بنجاح، وأيضا يهمهم على وجه الخصوص لجنة عمر المهنا التحكيمية التي عملت جيدا إلى حد ما هذا الموسم، وهذه النصائح ينبغي الأخذ بها خاصة وأنها تقدم (ببلاش) أما تجاهلها فقد يكلف كثيرا وقد يكون ثمنها باهظا. عناد وعنتريات المهنا يذكرني عمل رئيس لجنة الحكام عمر المهنا في إصراره على بعض آرائه الخاطئة وقراراته التعسفية في مسألة تعيين الحكام لبعض المباريات، واختيار بعض غير المرغوب فيهم لبعض الفرق (عنادا) في الرافضين لهم وأيضا تعامله (بعنترية) غير مقبولة مع مسألة اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة، يذكرني بشخص (صنع بركة من ماء الورد ثم...) فعمل اللجنة الجيد إلى حد ما لا يزال يشوهه عمل اللجنة نفسها وإصرار المهنا نفسه على التعامل مع الأندية من واقع خلفياته السابقة عندما كان حكما، ولا يريد (التراجع) عن مواقفه المعروفة ضد بعضها، بل إنه زاد تعامله بأسلوب (العناد) لتلك الأندية وتجاهل ملاحظاتها وتحفظاتها، في حين لا تزال مجاملاته السابقة لبعض الأندية قائمة وواضحة ومستمرة، وأسلوب المهنا في العناد والعنترية والإصرار على مواقف غير عملية لن يفيد اللجنة ولا عملها ولا الحكام أنفسهم وإنما يحدث العكس دائما وهذا لن يساعدها على تطوير عملها أو استعادة بعض الثقة بحكامها خاصة وأن عملها لا يزال في بدايته ولم تقدم حتى الآن إضافة حقيقية تذكر غير الاجتماع الشهري. كلام مشفر * غضب مني الزملاء في إحدى القنوات الرياضية الصديقة عندما سحبت منهم مباريات الدوري السعودي وعلقت بقولي إن المشاهد السعودي لم يخسر من سحب الدوري سوى صوت فارس عوض، أما غير ذلك فلم يكن هناك ما يجذبه إليها، خاصة مع استمرار برنامجها الأسبوعي عن الدوري السعودي. * واليوم أقول وأرجو أن لا يغضب الزملاء في القناة الرياضية السعودية أن نقلها للمباريات المحلية لا يصاحبه أي معلق يجعلك تتمسك بصوته أو تبحث عنه من كل معلقيها، ولو نقلت القناة أي مباراة محليه من غير أي من معلقيها الحاليين لربما كانت المتعة أكبر بالصورة من غير صوت. * على الأقل نقل المباراة من غير معلق لن يستفز أحدا، أو يرفع الضغط لأحد أو يجعل أحد يشعر بالدونية أو أنه تلميذ بليد في مدرسة المعلق أو أنه جامعي مبتدأ في صالته، والأهم من كل ذلك أن لا تشعر بالمناطقية التي يحمل لوائها بعض معلقينا المحليين. * وإذا كانت القناة خسرت معلقين فإنها بأمانة خسرت عبدالله الحربي وعيسى الحربين، وأيا كانت الملاحظات عليهما فقد كانا أهون من كثيرين وأفضل من كل المعلقين الحاليين - مع احترامي للجميع - والغريب العجيب أن القناة لم تكسب الذين بسببهم خسرت المعلقين الكريمين. * ملاحظة أخيرة لقناتنا الكريمة أقول إن تأثيرها كبير جدا على الوسط الرياضي، ولذلك ليس مقبولا مبدأ عدم الرد على الملاحظات والانتقادات والآراء التي تطرح في الصحف حتى وإن كانت كثيرة أو متكررة، فتأثير الصحافة أيضا قوي وتجاهل ما يرد فيها يرسخه، والمطلوب إدارة من ثلاثة أشخاص مهمتهم فقط الرد على الإعلام ذلك لا يكلف الكثير وتأثيره ودوره كبير جدا.