بعد خروجنا من أمام أستراليا كانت ردة الفعل طبيعية جداً حتى وإن كان كثير من الآراء يميل إلى العاطفة منها إلى المنطق، والسبب كون من خرج هو منتخب ''وطن'' يحمل آمال الكل وتطلعات الصغير حتى قبل الكبير، ومشاعر مواطنين بعضهم لا يعرف من كرة القدم إلا اسمها ومع ذلك يدركون أن الانتصار والهزيمة تسجل باسم ''بلدهم'' بغض النظر عن إمكانات الآخرين ومدى الفرق بيننا وبينهم في داخل ''الملعب''، ومع كل هذا لا يتقبلون إلا الانتصار والفرح. وهذا في اعتقادي حق مشروع للكل، ولكن المنطق والواقع الذي يهتم به كل من يعمل على جعل الفروقات في أرض الملعب تتحول إلى مصلحة منتخبنا يدركون أن المشاعر وأحلام المواطنين قبل الجماهير يجب أن تبدأ من نقطة الصفر، وأن نجعل كل ما حصل يتحول إلى ''أرشيف'' الماضي، وأن تكون البداية من الآن بذكر كل ما يجب علينا فعله. وهذا ما صرح به ''بشفافية عاليه جداً'' مدير عام منتخباتنا والمسؤول الأول عن وضع خطط العمل والمشرف على متابعتها و تذليل كل ما يجب عليه تسخيره إلى جعلها واقعا ملموسا، محمد المسحل حين ألمح إلى أننا نحتاج إلى أكثر من الكثير بكثير ونحتاج إلى أن نتفهم أن لغة المال هي الأهم، ونحتاج قبل كل ذلك إلى أن نعلم أن الرياضة ''هي الأهم'' من غيرها لأنها في حالات كثيرة هي التي تنشر الفرح أو الحزن على كل الوطن. وكي نعرف الفرق بين الرياضة وغيرها شاهدوا رؤوس الدول في مباريات كأس العالم كيف ''يجن جنونهم'' عند تسجيل منتخباتهم ''لهدف''. بعد كل ذلك سيكون العمل أقل صعوبة متى أصبحنا نفرق بين مقولة ''كرة القدم'' هل هي تسلية أم ضرورة؟!. أعلم جيدا أن إدارة المنتخبات الجديدة لم تعط وقتها الكافي من أجل الحكم على عملهم، وقد يكون السبب أنهم حضروا في ''وقت متأخر'' فأصبح كل عملهم في نظر بعض البعض ''فاشل''، والحقيقة هي أنهم حاولوا البحث عن حلول ''سريعة'' لأخطاء متراكمة وكثيرة فكانت النتيجة غير مرضية ولكن الأمل بعد الله في لغة الخطاب الجديدة التي كانت في مؤتمرهم الأخير. الواقع يقول إن إدارة محمد المسحل يجب أن تعطى كل الوقت، وكل المال، وكل الصلاحيات، وكل الثقة، ومن ثم نستطيع أن نقول لهم أنتم ''فشلتم'' أو نقول لهم ''بيض الله وجوهكم'' وهذا ما نتمنى ونتوقع متى ما تفهم أصحاب القرار ماذا تعني لنا كرة القدم. خاتمة أندريه موروا: يبدو أن القمة ليست مكانا فسيحا ومريحا، فإن الكثيرين ممن يبلغونها يستسلمون للنوم ويهوون إلى القاع.