اتهمت مشاركات اللاعبين وكثرتها واستمرار الدوري السعودي للعام الماضي لقرابة احد عشر شهرا، بأنهم السبب في انخفاض مستوى كثير من اللاعبين !!!! وانبرى كثير من المحللين يدافعون عن اللاعبين وينصبون المشانق لمسئولي اتحاد الكرة ورزنامتهم لأنها تركت أثرها على اللاعبين حسب زعمهم، ونظموا القصائد والمعلقات في هجاء مشاركات المنتخبات السعودية، متهمينها بأنها من أهم أسباب انخفاض مستوى الدوري السعودي ..!!! وكأن اللاعب السعودي من طينة تختلف عن طينة أقرانه في الدول الأخرى. تخيلوا لو أن مراجعا يقوم بإنهاء إجراءات معاملته لدى إحدى الدوائر الحكومية فيعتذر الموظف لعدم إكمال إجراءاتها بعذر انه مجهد، وانه لا يستطيع أن يقوم بمهامه الوظيفية لأنه لم يحصل على إجازة طوال العام الماضي..!!! والمدراء يبررون تقاعس منسوبيهم بأن ضغوط العمل ورزنامته جعلتهم يعملون أكثر من 11 شهرا دون إجازة..!!! هل سنتقبل هذا العذر..؟ وهل ستفرد لهم البرامج للدفاع عن تقصيرهم وتقاعسهم عن أداء مهامهم..؟ هذا بالضبط حال لاعبينا ومن يدافع عنهم... كنا سابقا نشاهد مستويات رفيعة، واللاعبون يؤدون بروح نادرا ما نجدها الآن ..!! وبل اغلب نجوم الكرة السعودية التي تتغنى بها جماهير الأندية والمنتخب من الزمن الجميل زمن الهواة..!! وكان جميع المهتمين بشئون الرياضية بالمملكة وقتها ينادون بالاحتراف، ولأن عدم تفرغ اللاعبين يقلل من إمكانية رقيهم وتطوير مستوياتهم، وبدأنا بتطبيق الاحتراف، وتخصيص المبالغ الجيدة للاعبين كمرتبات ومقدمات عقود، ومن ثم استشرت في دورينا حمى العقود .الخيالية، وتسابق مسئولو الأندية في زيادة عقود لاعبيها خوفا من رحيلهم من جهة، وإغراء نجوم الفرق الأخرى وجذبهم لتشكيلة فرقهم من جهة أخرى والآن نحن نعيش في زمن الاحتراف واللاعبون متفرغون للعب كرة القدم ( فقط ) وبمرتبات وعقود خيالية، أي بمعنى آخر إنهم موظفون لدى فرقهم ولهم مهام يقومون بها، وعليهم واجبات يجب أن يؤدوها، ومع ذلك نجد ان مستوياتهم من سيئ إلى أسوأ ..!! والعذر الدائم الذي يقدمه اللاعبون وبمباركة بعض المسئولين الرياضيين في الأندية..!! ويعوم على عومهم بعض النقاد والمحللين..!! وهي الشماعة الجاهزة التي يعلق عليها اللاعبون ضعف مستوياتهم بكثرة المشاركات، وأنهم في الموسم الماضي لم يتمتعوا براحة سوى شهر واحد أو يزيد..!! شهر غير كافٍ للراحة ..!! يا سادة اغلب منسوبي الشركات والدوائر الحكومية يحصلون على شهر واحد إجازة في السنة فقط ..!! ألسنا نعيش في زمن الاحتراف ..؟ أليس من الواجب على اللاعبين القيام بمهام الوظيفية ( دون تقاعس ) نظير المبالغ الضخمة التي يتقاضونها ..؟! قريبا سنسمع احد اللاعبين يرد على مدير الكرة إذا طلب منه الاشتراك في المباراة " راجعنا بكرة "..!! القريب من مجالنا الرياضي يعلم حق العلم بان السبب الرئيسي خلف انخفاض مستويات اللاعب السعودي هو السهر والتغذية السيئة والأمور الأخرى غير الاحترافية والتي لا تمت للاحتراف بصله..!! اغلب من درب فرقنا يعاني من هذه الأمور..!! بل ويطالبون بإصلاحها ولكن لا مجيب ..!! هم يرحلون ولاعبون على حالهم باقون..!!! هل نحن في زمن الاحتراف أم في زمن العجائب ..؟ والانكأ أن بعض الإداريين يشاركونهم جريرة هذا الانحراف عن مضمون الاحتراف بترك الحبل لهم على الغارب والسماح لهم بتلك الممارسات وعدم تطبيق قواعد ومستلزمات الاحتراف، بل إن بعضهم يقدمون لهم الأعذار بعدم تطبيق الاحتراف بحذافيره.... من جهة ثانية يجب على اللاعب أن يعي أن المهارة والصحة التي يتمتع بها الآن هي البضاعة التي يملكها ويتقاضى مقابلها الملايين، هذه البضاعة لها متطلبات وحقوق والتزامات يجب مراعاتها، فهل سمعتم بتأجر عاقل يهمل بضاعته التي يقتات منها..؟ استغرب إهمال اغلب لاعبينا لأنفسهم وجريهم خلف ما يضر وترك ما ينفعهم..!!!! فماذا سيقدمون غدًا إن ذهبت بضاعتهم..؟ لحل هذه المشكلة لابد من أن نكون صادقين مع أنفسنا بمواجهتها، ووضع الحلول السريعة لها، وإعداد البرامج طويلة الأجل لنشر ثقافة الاحتراف الصحيح واستبدال الاحتراف ( المسخ ) المنتشر في وسطنا الرياضي، وعلى لاعبي الأندية السعودية مراجعة أنفسهم بصدق، وان يباشروا في إصلاح ما تبقى لهم، وان يجتهدوا بتقديم ما يوازي ما تقدمه لهم أنديتهم وما تأمله منهم جماهيرهم التي تتابعهم في كل كبيرة وصغيرة. وعلى مسئولي وإداريي الفرق مسئولية وأمانة كبيرة بالحرص على تطبيق الاحتراف الفعلي الصحيح بكل متطلباته، ولابد من تأهيل الكوادر الإدارية في الأندية على كافة مستوياتها على العمل الاحترافي الصحيح، مما سيجعلهم يرتقون في تعاملهم مع اللاعبين ، وبشكل مقنن ضمن اللوائح والحقوق والالتزامات، وان تتم محاسبة من يخل بهذه المتطلبات والالتزام بشروط هذه الوظيفية، ولا ننسى دورهم بتعزيز ثقافة الاحتراف بين اللاعبين، هذه الثقافة إذا ما انتشرت بين اللاعبين والإداريين فان ذلك سيسهل عليهم القيام بمهامهم دون عناء. فمتى ما طبقنا الاحتراف الصحيح ستعود متعة مباريات دوري زين، وسيعود لاعبونا إلى تقديم المستويات المتميزة مما سيسهم في رقي الكرة السعودية، وكلنا أمل بان تختفي مقولة " راجعنا بكرة " في ملاعبنا ودوائرنا الحكومية، وان نحرص على تطبيق الاحتراف في جميع أمورنا....