في آخر مشاركة في أولمبياد بكين عام 2008 كانت المشاركة السعودية مخيبة جداً، وقبلها كذلك في سيدني 2004، ويبدو أن جميع المؤشرات تؤكد أن الإعداد لمشاركة إيجابية في أولمبياد لندن 2012 لن تكون خلاف من سبقها. طالبنا مراراً وتكراراً بأن تكون الاتحادات الرياضية حاضنة للمواهب، لديها الرؤية لاستثمار الطاقات الشبابية وخصوصاً ممن يملكون الموهبة، ولديهم القابلية للتطوير، والدافعية لتحقيق المنجزات، ولكن ذلك لم يحدث. قبل عامين تم تدشين برنامج "الصقر الأولمبي" ووصفناه حينها بأنه أول خطوات طريق الوصول إلى تقديم قائمة من النجوم الأولمبيين بداية من أولمبياد 2012، لكن إعداد الاتحادات الرياضية لا يرقى إلى المستوى الذي نأمله، يدعم هذه الرؤية نتائج محبطة تحققت في الأولمبياد الخليجي الأول، وربما ستتكرر في دورة الألعاب العربية في قطر الجارية حالياً، وبذلك نصادق على المثل القائل: "اللي ما يعرف للصقر يشويه". كل ما أتمناه أن تبدأ اللجنة الأولمبية السعودية من الآن في مخاطبة وزارة التعليم العالي بحيث يتم توقيع اتفاقية بين الطرفين يتم العمل بموجبها على تخصيص مقاعد جامعية للاعبين الموهوبين في كافة الألعاب بحيث يضمن لاعب الجمباز الموهوب مثلاً الذي تخرج للتو من المرحلة الثانوية مقعداً له في إحدى الجامعات الأوروبية التي تهتم باللعبة بحيث يضمن شهادة جامعية في تخصص جيد، وتطوير لقدراته في اللعبة، وقس على ذلك لاعب آخر في السباحة، وآخر في التنس، ورابع في ألعاب القوى، وكذلك. "القرش التونسي" أسامة الملولي حقق للعرب أول ميدالية ذهبية عربية في أولمبياد بكين في السباحة بعد أن وجد من يهتم به، ويحتضن موهبته ويطورها وذلك بعد أن غادر تونس في الخامسة عشرة من عمره إلى فرنسا قبل أن يتوجه إلى لوس أنجلوس وتحديداً إلى جامعة جنوب كاليفورنيا حيث تحصل على شهادة البكالوريس في هندسة المعلومات عام 2002 قبل أن يضيف لها شهادة الماجستير في 2007 وخلال تلك الفترة نجح في تطوير قدراته بشكل محترف وسيطر على جميع مسابقات اللعبة في الجامعة وغيرها قبل أن يحصد الميدالية الذهبية في أولمبياد بكين 2008. برنامج الملك عبدالله للإبتعاث الخارجي في وزارة التعليم العالي بإمكانه أن يسهم في تطوير قدرات لاعبينا المعطلة بعد أن فشلت الاتحادات المحلية في مهمتها، وربما جاء الدور على وزارة التعليم بحيث يشعر اللاعب أن مستقبله العلمي والوظيفي لا خوف عليه، وأن اللعبة التي اختارها ستمهد له الطريق لأن يحمل مؤهلا علمياً مميزا، ويمارس لعبته في بيئة محترفة ما يعود بالنفع عليه وعلى أسرته وكذلك على وطنه. أخيراً نحتاج لمثل التونسي الملولي، ونحتاج لكتيبة أبطال أولمبيين سواء عبر برنامج "الصقر الأولمبي" أو برنامج "افتح يا سمسم" المهم نبي نفرح وبس.