عندما تحضر الروح القتالية للاعبين ويلعبون بمنتهى الإخلاص لشعار الوطن وعزيمة الإرادة والإصرار على العطاء (الجماعي) المثمر عبر رغبة جامحة لتحقيق الفوز، فمن حق جميع محبي الكرة السعودية المراهنة على الأخضر بأنه لن يخذلهم، وسوف يكون في موقع الحدث والمسؤولية، وهذا ما كنا نؤكد عليه دائماً كإعلام رياضي مراراً وتكراراً.. وهذا ما تحقق على أرض الواقع في مباراة الجمعة، وتحديداً في زمن الشوط الثاني عقب التغيير الذكي الذي قام به المدرب ريكارد، حينما أشرك ناصر الشمراني بديلاً لتيسير الجاسم، حيث كان هذا التغيير هو بمثابة نقطة تحوّل في مستوى وأداء المنتخب بصفة عامة. فرحتنا بالثلاث نقاط، والتهاني التي تلقيناها بعدما انحلت (أزمة) التهديف التي كان يعاني منها منتخبنا في هذه التصفيات يجب أن لا (تعمي) عيوننا عن بعض الأخطاء التي تحتاج من المدرب الاعتراف بها ومن ثم معالجتها، وذلك فيما يخص طريقة اللعب التي تمسك بها في المباريات (الثلاث) الماضية، وتشكيلة ظل مصمماً عليها في الشوط الأول والتي أفقدت اللاعبين التركيز وميزة التهديف، حيث قدم الشوط الثاني (الدليل) الذي أثبت صحة آراء الكثير من المحللين والنقاد، وخطأ رؤية ريكارد ومساعده عبداللطيف الحسيني الذي ظل في كل البرامج الرياضية (يدافع) بقوة عن الطريقة (العقيمة) التي يلعب بها المدرب والتي قلنا وقال غيرنا إنها لا تتناسب مع إمكانات لاعبي منتخبنا، ولكن (لا حياة لمن تنادي).. لتأتي مواجهة المنتخب التايلندي وفي زمن قياسي هزت شباكه (ثلاثة) أهداف، وكان من الممكن أن تزيد أكثر لو استخدم نواف العابد (عقله) بدلاً من قدميه في تهور؛ من حسن حظه أن حكم المباراة ولا مساعديه شاهدوا حالة (العنف) التي أقدم عليها ويستحق عليها الطرد. ألف ألف مبروك على عودة الروح، وعلى نقطة تحوّل في مسيرة الأخضر سببها شوط ثان كشف لنا (العلة) لعل هناك من يستفيد، وعلى -أيضاً- نتيجة كانت الكرة السعودية ك(سمعة) لمنتخبها الأول في حاجة إليها لتمنح نجومها (الثقة) في المباراتين المتبقيتين في هذه التصفيات، وان كانت سعادتنا بكل هذه (المكتسبات) التي صنعها فوز ثمين كنا ننتظره بقارع الصبر لا توصف.. فأعتقد أن الجميع يتفق أن (الجاي أصعب) بكثير، وزاد من هذه الصعوبة فوز المنتخب العماني على المنتخب الأسترالي الذي بدون أدنى شك تجددت آماله في الحصول على البطاقة الثانية للتأهل مثلنا أيضاً. - وإذا كانت التهنئة (تخص) كافة اللاعبين على ما قدموه في لقاء الأمس، فلابد من تقديم التهنئة لقائد المنتخب السعودي محمد نور الذي أتمنى أن يواصل إبداعاته على المستطيل الأخضر في المشاركات المتبقية حتى يحقق أيضاً (إنجازاً) .