أبدع المواطنون والمقيمون في التعبير عن سعادتهم واعتزازهم برسم أجمل وأحلى اللوحات احتفالاً بمناسبة مرور 81 عاما على توحيد هذا الوطن الغالي وهو ينعم بالأمن والأمان بتلاحم المواطن والقيادة للرقي وازدهار هذه الأرض الطاهرة والعزيزة على الجميع، واشترك الجميع برسم البهجة والسعادة على وجه الوطن، وبمختلف الطرق للتعبير بالامتنان لهذا الوطن الغالي لما يقدمه للمواطنين والمقيمين فيه، كما أن المؤسسات والشركات ساهمت في إكمال هذه اللوحة بتوشح المباني باللون الأخضر والأبيض المطرزة بأعذب الكلمات مهداة لهذا الوطن الغالي. في خضم هذه الفرحة والبهجة والتمتع بمشاهد الشباب والأطفال والكبار يرفعون رايات التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ويتشحون باللون الأخضر الجميل تذكرت " العزوف الجماهيري " عن حضور مباريات المنتخب السعودي! وتذكرت كم حزنت عند مشاهدتي لمدرجات إستاد الملك فهد وهي شبه فارغة في مباراة المنتخب الأولمبي أمام قطر الأخيرة ( رغم أهميتها ) علما بان الدخول مجاناً بناء على قرار الأمير نواف بن فيصل. هذا الأمر أبرز لديّ عدة علامات استفهام ألخصها في التالي : - نفاد تذاكر مباراة الاتحاد وسيئول الكوري قبل يوم من المباراة، بل إن التذكرة وصل سعرها إلى 500 ريال وألف ريال! ومن لم يتمكن من الحضور أكثر ممن حضر! وفي مباراة المنتخب مجانا والحضور لا يتعدى خمسة آلاف مشجع ! تسابق رؤساء الأندية في دعم ومؤازرة الاتحاد في المباراة – تصرف محمود ومطلوب – بالحضور شخصياً أو إرسال ممثلاً لهم، أو في إرسال رابطة الفريق! لم نسمع أو نقرأ أي مساندة أو مؤازرة من أحد رؤساء الأندية للمنتخب، ولم تحضر حتى رابطة فرق العاصمة القريبة من الملعب! ولم يصرح أي مسئول في الأندية لدعم الفريق! أليس هذا فريق الوطن وليس فقط ممثل الوطن ؟ - الإعلام والإعلاميون لم يقوموا بدورهم في تحفيز وتجهيز الجماهير لمساندة منتخب الوطن، في مباراة مهمة في طريقة إلى لندن، بل إن البعض تفاجأ بأن المباراة غداً! وعند الانتقاد تجدهم أسرع ما يكون لتصيد أخطاء المنتخب وإدارته! كما أن أحد مقدمي البرامج الرياضية الشهيرة توجه بسؤال للأمير الشاب نواف بن فيصل – الذي كانت أجوبته بكل شفافية وأحيانا دبلوماسية- هل ستقدم استقالتك في حال لم يتأهل المنتخب السعودي لكأس العالم( لا سمح الله )، ولم نسمع مثل هذا السؤال لرئيس أي ناد رغم أن بعضهم لم يقدم فريقه أي نتائج تلبي طموحات جماهيره، والتي وعدوا بها حال توليهم سدة رئاسة النادي. - الحماس والجدية التي عليها بعض اللاعبين وتميزهم عن سواهم والتي كانت سببا في اختيارهم إضافة لمهاراتهم تجدها في مباريات المنتخب، وكأن اللاعب يقوم باللعب من باب القيام بالواجب! - من المحزن بل من المخزي أن يتمنى أحد الجماهير السعودية خسارة المنتخب لعدم ضم اللاعب الفلاني و اللاعب العلاني، كيف استطاع أن يكتب ذلك! المنتخب يمثل السعودية ولا يمثل أشخاصا،قد نتفق أو نختلف في ضم أو إبعاد لاعب ولكن أن تصل بأن أتمنى خسارة منتخب وطني فتلك أكبر مصيبة! أنا هنا لا أزايد على وطنية أحد ولا أشكك في حب أحد لوطننا الغالي، وحال المنتخبات السعودية تبين بأن الفريق الأول لن يصل إلى كأس العالم، والمنتخب الأولمبي لن يصل إلى لندن، وباقي المنتخبات السعودية لن تحقق أي تقدم أو نتائج إيجابية إلا إذا أتحدت الجهود واتسمت بحب وإخلاص الجميع ( مسئول، مدرب، لاعبين، إعلاميين وجماهير) لهذا الوطن الغالي والعزيز علينا جميعاً، وأن يستشعر كل من تم اختيارهم للقيام بواجبات لخدمة هذه الفرق أو تمثيلها بأنهم في مهمة وطنية وأنه تم اختيارهم تكليفًا وليس تشريفاً،وعلى الجماهير أن تستشعر بأن حضورها للمباريات مساهمة منها في تحقيق هذه الأهداف، وأنه تشجيع المنتخب ومؤازرته واجب وطني، وأخيرا فليراجع الجميع أنفسهم وأن يجدوا جواب السؤال ( هل فعلاً المنتخب أهم أم أن النادي هو الأهم ؟). وأختم بأن أتشرف بطبع قبلة وفاء وشكرا وتقدير وعرفان على جبين معشوق السعوديين ( عبدالله بن عبد العزيز ) حفظه الله ورزقه طول العمر وحسن العمل. للتواصل مع الكاتب تويتر :@alghanim70