تكنيك ولا تكتيك مؤثر في أداء منتخبنا السعودي يؤشر على أن الحالة الفنية للمنتخب السعودي توحي بأنه سيكون رقما قويا في مجموعته وقادر على إكمال المشوار الصعب والطويل نحو كأس العالم في البرازيل عام2014 في البرازيل. وخسارته القاسية على أرضه من المنتخب الأسترالي بالثلاثة تشرح الحالة الفنية التي يمر بها المنتخب وضعف قراءة المدرب ريكارد لمتطلبات المرحلة بتجريد المنتخب من أهم أسلحته بالاستغناء عن القائد المحرك للفريق الكابتن محمد نور. وهذا لا يعني أن منتخبنا مرهون فوزه بلاعب واحد ولكنه يحتاج إلى مفتاح التشغيل الجماعي وهذه الصفة متوفرة في محمد نور إلى حد كبير جدا ومحمد الشلهوب ويبدو أن كلا اللاعبين بحسب قياسات ريكارد لا يناسبون خططه والأقرب أنه هو لا يناسبهم ومباراة البارحة الأولى مع المنتخب الأسترالي تؤكد أن المدرب لم يتعب نفسه في المذاكرة بالاطلاع على خلفية المنتخبات بما فيها المنتخب الذي يدربه. والملاحظ في مباراة الثلاثاء أن المنتخب الأسترالي أعطى المنتخب السعودي حقه من الاحترام ولعب بتحفظ واضح وانطلاقات مدروسة فكان له الفوز بمساعدة من تخبطات المدرب الفنية وتشكيلة الوسط الغريبة هم أقرب إلى لعب دور المحاور أكثر من صناعة اللعب والدفع بثلاثة مهاجمين في الشوط الثاني يؤكد ضعف حيلة المدرب. ورغم تحرك مدرب المنتخب السعودي المتأخر في محاولة للتعامل مع المباراة إلا أنه فشل فرض إيقاع يخدم الأخضر الذي استمر حائرا وعاجزا عن مجاراة المنتخب الأسترالي فنيا وليس بالركض العشوائي كما فعل لاعبو المنتخب السعودي على مدى شوطين. ولم يلمس المتابع الفني أن المدرب الهولندي ريكارد نجح في التعامل مع المباراة مستفيدا من أخطاء مباراة عمان في مسقط التي انتهت سلبية فالفوضى لا زالت هي السائدة في أداء الفريق وهذا واضح من الانتشار العشوائي وخاصة في خط الوسط الضائع بخطط ريكارد. ويبقى القول إن فترة الشهر الفاصلة بين الجولة الثانية المنتهية والجولة الثالثة في الحادي عشر من أكتوبر المقبل التي سيلعب الأخضر فيها خارج أرضه أمام منتخب تايلاند في بانكوك لعلها فرصة للمدرب لإعادة ترتيب أوراقة الفنية بعد الوقوف على مستوي المنتخب ومنتخبات المجموعة الرابعة. والتفريط في نقاط أخرى خاصة على أرض الأخضر مؤشر خطر على أن وضع المنتخب في مجموعته وسيضعف المهمة على الأخضر لاقتناص إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة الرابعة للعبور إلى المحطة القادمة. وخسارة المنتخب العماني من التايلاندي في بانكوك إنذار مبكر لفرق المجموعة من أنه ليس محطة لجمع النقاط وإذا استمر الأخضر السعودي على تفككه فسيواجه صعوبة في اجتياز المنتخب التايلاندي المتطور الذي أحرج الأستراليين على أرضهم وخسر بصعوبة. كما أن فوزه على العماني بالثلاثة في بانكوك سيحفزه لفعل ذلك مع المنتخب السعودي الذي يلعب بدون هوية فنية واضحة المعالم لافتقاده لصانع الألعاب والمهاجم الحيوي والدفاع المتماسك. وتكمن علة الأخضر في وسطه العاجز عن القيام بالدورين وتسبب في إحراج الدفاع وضياع الهجوم لافتقاده إلى القائد المحنك وصانع الأهداف محمد نور والذي يبدو أن خطط ريكارد في الجولتين لن يستقيم أمرها إلا بوجود منفذ ذكي وخبير كنور. وعلى الرغم من أن المنتخب الذي تجمد رصيده عند النقطة اليتيمة من جولتين إلا أن مفاتيح التأهل لا زال يملكها وبقيت له أربع جولات والأمل أن يظهر في المرحلة المقبلة بوضع مختلف لضمان تأهله في المجموعة نحو المحطة الأخيرة بتجديد صداقة الكرة السعودية مع نهائيات كأس العالم لتستعيد بريقها العالمي بعد انكسارات في السنوات الأخيرة هوت بترتيب المنتخب إلى مواقع متأخرة جدا فوق الثمانين في سلسلة الترتيب العالمي للمنتخبات.