منذ انتقال اللاعب والنجم الكبير ياسر القحطاني لنادي العين الإماراتي بنظام الإعارة، لم أكتب حرفاً واحداً عن هذا الانتقال أو بالأصح التحول (المفاجئ)، كما أنه حتى كتابة هذه السطور لم أقرأ رأياً أو معلومة توضح الحقيقة (الغائبة) التي أدت بالهلالين إلى التخلي عن اللاعب الذي اعتبروه (خليفة) سامي الجابر أو الذي سوف (يعوض) غيابه بعد اعتزاله الكرة؛ وهذا هو السبب الحقيقي الذي اضطرهم إلى دفع مبلغ باهظ جداً ثمناً للتعاقد معه، لم يدفع لأيّ لاعب سعودي في ذلك الوقت، ودخلوا في صراع شديد جداً مع الاتحاديين، وصل إلى أن أحد أئمة المساجد تحدث عنه في خطبة الجمعة، حيث إن السماح له باللعب في الفريق الإماراتي وبالسهولة التي تمت لم تكن تخطر في بال أحد أو يتوقعها من يعرف طبيعة الهلاليين في منطق تعاملهم واهتمامهم بلاعبيهم وبالذات النجوم الكبار الذين لهم (بصمات) في مسيرة الفريق وشاركوا في صناعة إنجازات كبيرة، وممن يعلمون حجم تأثيرهم في حالة انتقالهم لأيّ ناد سعودي. هناك من ذهب في تحليلهم لخبر إعارته إلى الفكر الاحترافي الذي بات سمة تتميز بها الإدارة الحالية، حيث بارك الإعلام الهلالي على وجه الخصوص هذه الخطوة (الجريئة) حسب زعمهم مع أنه لو تمت الموافقة بانتقاله لنادٍ سعودي مثل (الاتحاد أو النصر أو الشباب أو الأهلي) لما حصل هذا التوافق والتأكيد على أن الإدارة الهلالية أحسنت بالسماح للاعب بالانتقال بمفهوم احترافي، ما دام سوف يساهم ذلك في إدخال مبلغ كبير لخزينة النادي، إنما سيكون الموقف مختلفاً جذرياً نحو إدارة ستلقب بالفاشلة، لأنها تفرط في أفضل وأبرز نجومها. هناك أيضاً من جيّر سبب هذا التحول المفاجئ إلى أنها خطوة (حضارية) أكثر من أنها (احترافية) تقدير للوضع (النفسي) للاعب بعد انخفاض مستواه الفني؛ وقد أصبح وجوده لا يخدم الفريق، في حين إن هناك من سرّب معلومة تفيد أنها أحد أساليب مدير الكرة سامي الجابر في (محاربة) النجوم ليظل هو (الرمز) الأوحد، الذي لن يتكرر في الهلال. كل هذه التأويلات والتفسيرات أراها لا تمثل (الحقيقة) الغائبة في ظل ما صرح به ياسر من كلام في محتواه غموض لا يدل على أنه كان (سعيداً) بموقف الهلاليين، ولعل ردة الفعل عند والده كانت كافية جداً لتوضيح (أن وكان وأخواتهما)، وإن كنت أميل إلى أن السبب الحقيقي في فك الارتباط (المؤقت) هو أن اللاعب قبل تجديد عقده كان (قاب قوسين أو أدنى) أن يبرم صفقة انتقاله للنادي الأهلي بمنتهى (السرية) لولا تسرب هذه المعلومة عن طريق المعلق (محمد غازي صدقة) حينما كان معلقاً على قناة الزعيم لتم انتقاله، فأراد الهلاليون أن يردوا تلك الصفعة بصفعة مماثلة، فلم يرفضوا طلب نادي العين بانتقاله بنظام الإعارة ومثلما كاد أن يبيعهم باعوه (والبادئ أظلم). بصرف النظر عن هذه الحقيقة الغائبة التي أراها هي الأقرب بأن تكون صحيحة ومفترق الطرق في تحديد العلاقة بين اللاعب وناديه أو كل ما ذكر من تأويلات وأخبار تدعم التوجه الهلالي، فإننا إذا سلمنا بأن الإدارة الهلالية لن توافق بانتقاله لأيّ نادٍ سعودي مهما وصلت المغريات المادية، فهل كانت ستوافق على أعارته أو انتقاله لنادٍ أوروبي في ظل أن مدرب المنتخب (مقتنع) بإمكاناته الفنية؟.. أم أن سبب موافقتها بانتقاله لنادي العين هو تقديم ياسر ك(هدية) خاصة من (سامي الجابر) للسيد كوزمين الذي كان في يوم من الأيام مدربا للزعيم؟.. وهي هدية لها معانٍ كبيرة سيقدرها كثيراً المدرب السابق. لن أجيب على هذا السؤال المتشابك، إنما أترك هذه المهمة للقارئ الكريم لعله ينجح في معرفة قصة الحقيقة الغائبة؛ أو أنه يتفق معي في (درس) ليس له أيّ علاقة إطلاقاً بالفكر الاحترافي.