يبدو أن الجماهير الرياضية لازالت تتعامل وتشجع بعاطفتها لابعقلها، نلاحظ ذلك في غضب كثير من الجماهير الهلالية على إعارة ياسر القحطاني لنادي العين، ليلعب له موسماً كاملاً بمبلغ يعتبر خياليا قياسا على قيمة مستوى اللاعب السعودي، ناهيك عن إنها قد تكون مرحلة انتقالية للاعب يستطيع من خلالها أن يخرج من العقدة النفسية التي صاحبته في السنتين الأخيرتين تحديداً والتي انخفض على إثرها آداؤه وقل عطاؤه واختفت أهدافه حتى صار عبئاً أو شبه ذلك على ناديه والمنتخب، وهو لاعب إذا سلمنا بإمكاناته الهائلة ومهاراته وقتاليته، فإننا لايمكن أن نستمر في النظر له كلاعب نجم مادام عطاؤه لايرقى إلى أن يكون في مصافهم، وأقل منه بكثير لاعب الشباب عبده عطيف على اعتبار إنه لايرقى لنجومية القحطاني، إلا إنه لاعب يمتلك الموهبة ويفتقد معها لأشياء كثيرة كالقتالية واللياقة والروح والقوة الجسمانية، وكذلك التواضع الذي يجب أن يكون شعار النجم، ناهيك عن كثرة مشاكله مع ناديه دون غيره نتيجة فوقيته، وقد عانى منه رئيس النادي كثيراً، حيث لم يحترمه في كثير من المواقف، بل ذهب إلى أن يتحداه أحياناً أخرى كما حصل في قضية وكيل أعماله إبراهيم موسى، وكونه أصيب بالرباط الصليبي مرتين ومعه لم يقدم لناديه على مدى عامين ما يشفع له بأن يعامل كنجم ويمنح عقداً خرافيا، وهو ما نستطيع أن نقول معه إن إدارة ناديه فشلت في إدارة الصفقة فشلاً ذريعاً على اعتبار أنها دفعت له ما يفوق مستواه حال التوقيع، ولو كان ذلك قبل أربع سنوات لكان أدعى للقبول، ومن هنا نقول: على جماهير ناديه ألاَّ تغضب من رحيل نجمها السابق، فالنادي ياجماهير الشباب لن يقف على عبده عطيف أو أي لاعب مهما كان حجمه، فقد اعتزل أنور والعويران والرومي والمهلل والرزقان واستمر الشباب بطلاً... وولاداً لكثير من اللاعبين نتيجة الاهتمام السابق بالفئات السنية إبان رئاسة الذهبي خالد بن سعد والذي تتساوى بالأهمية لديه الفئات السنية مع الفريق الأول، ولعلي وغيري كثير يخشون نضوب هذا النبع في نادي الشباب إذا ما علمنا عن الفوضى العارمة التي حلت بالفئات السنية مذ تركها خالد بن سعد وتتابع عليها المشرفون ولكل أسلوبه وطريقته، والتي لا حل لها إلا برجوع سلطان خميس للإشراف عليها، أعود وأقول نصيحة لعبده عطيف أن يراجع نفسه ويقف على كل ما كان يقوم به سابقاً، فالزمن دوار وليته يعلم أن في الفريق نجوماً يفوقونه أداءً وحققوا نتائج باهرة للنادي كالشمراني هداف الدوري ثلاث مرات والإصابة منعته من تحقيق الرابعة، وكذلك شهيل وحسن معاذ ووليد عبد ربه والأسطا وزيد المولد، وعليه أن يدرك أن هناك لاعبين شباب جاهزين لأداء المهمة بديناميكية أفضل، وبروح يبدو أنها أعلى مما هي لدى عبده عطيف، فحركة في مباراة أو تمريره لاتشفع للاعب بالبقاء أساسياً حتى وإن تغنى قلة من الجماهير بهذه الحركة أو تلك التمريرة. في الختام أقول: أحسنت إدارة الهلال في إعارة نجمها ياسر القحطاني وهي خطوة احترافية تنم عن بعد نظر، وبالتأكيد تفوق نظيرتها في نادي الشباب التي ستواجه معه مشكلة استرداد المقدم الكبير الذي سلمته للاعبها دون أن يلعب مباراة واحدة كاملة. لكن لايمنع أن نقول إن قرار إدارة الشباب في وضع لاعبها الشهير على لائحة الانتقال درس متأخر، سينعكس أثره (حتى وإن جاء بعد خراب مالطا) على بقية الفريق بالانضباط وألا أحد فوق المحاسبة، كما هي أيضاً درس لإدارة النادي بعدم الاندفاع تجاه لاعبين دون آخرين، وإنه لابد لها من سماع صوت العقل والعمل بمبدأ الشورى واحترام الرأى الآخر، والذي لو كان سائداً في نادي الشباب لتم تلافي كثير من هذه الإخفاقات ولكنه الرأى الآحادي... قاتله الله... ورمضان كريم.