تتسارع وتيرة الأيام بشكل رهيب، لدرجة التخيل أن رمضان الموسم الماضي لم يمض عليه سوى أيام قلائل، وأصبحنا نودع شهراً وندخل في الآخر والعجلة تدور بزمن قياسي دون توقف أو لحظة تأمل، نقدم التهاني بقدوم الشهر الفضيل، وسويعات ونتبادل التهاني بالعيد، وبعد فترة نتذكر ما حدث في رمضان الماضي والذي قبله.. وهكذا حتى يشيب الرأس ونتساءل، ما الذي يجعل الأيام تتسارع في زمننا الحالي؟ ولماذا لم تكن تتوالى الساعات والأيام والسنوات بهذه السرعة في السابق؟ لا أحد يشك إطلاقا أوهكذا أتصور أن الزمن اختلف، وأن أيام رمضان خلال السنوات الحالية لم تعد كما رمضان السابق على الأقل قبل 20 سنة ماضية، كنا فيها نتلهف دخول هذا الشهر الكريم والروحانية التي تلف أيامه ولياليه وسهراته، حتى نشاطاته الرياضية، التي اختلفت شكلا وموضوعا، وأصبح الكثير يحكي وينظر أكثر مما يعمل، وانعكست الصورة التي كانت في زمن مضى أجمل ببسطاتها عن الصورة الحالية المتسارعة مع زمن أسرع من انطلاقة الجامايكي بولت.. أو هكذا أظن، وإن كان الجميل في بدايات هذا الشهر الكريم المستويات الرائعة التي يقدمها رفقاء (الوطني) خالد القروني على الأراضي الكولومبية في نهائيات كأس العالم للشباب، والتي أحيت أمل مسيري الكرة السعودية وزرعت فيهم الثقة من جديد لاكتشاف جيل قادم قد ينتشل وضع كرتنا السعودية من الوحل في ماضي الأيام، وإن كان البعض انشغل بالفتاوى التي تجيز للاعبين الإفطار، وتفرغ البعض الآخر لفوانيس محاضراتية ليست بجديدة عن فوانيسهم الماضية، بل لوخير إن تم بث إحدى حلقات الموسم الماضي بالخطأ لن يتغير شيء, الكلام نفس الكلام، والضيوف كذلك، والأفكار إن تطورت فلن تجد سوى الحديث عن الأكاديميات والخصخصة، وإن وصل الحديث لذروته فلن ينال المشاهد إلا الصراخ والمقاطعات، وإذا أردت أن تعرف السبب فلاعجب، هذا يطرب لفكرة ذاك والآخر يعارض بهدف أنا موجود، وثالث بهدف أن الكاميرا طولت عليه ولم يظهر بالكادر، والفائدة الوحيدة التي اعتقد أنها تسمن من الجوع في نهاية الحلقة إذا جاء وقت السحور، أما عدا ذلك فلن ولن تجد فائدة، انشغلوا بسباق المشاهدين والدورات الرمضانية وتجاهلوا منتخب بلد بأكمله يشارك في محفل عالمي بداعي عدم امتلاك الحقوق، والأدهى من ذلك أننا كمشاهدين لم نجد برنامجا يحكي واقع المستويات الرائعة التي يقدمها هؤلاء الشباب، ولا موفد رحل وغطى، ولاحتى مذيع قبل بالمهمة، وقد يبدو أن رمضان السبب. الشاطر من يعمل ويقدم مادة وبرامج كما كانت تفعل بعض القنوات المحترفة إبان نهايات كأس العالم للكبار، فالناقل واحد والمبدعون أكثر من تلك التي تملك الحقوق، والأكثرغرابة ذلك الشريط الإخباري الذهبي الذي لايعرف مسيروه كيف يتعاملون مع وقت الخبر.. كوقت حدوثه، والشريط يلف ونتائج أمس الأول تلف، وفي الآخر المشاهد يلف ويلف بحثا عن نتائج جديدة وأخبار متلاحقة ولايجد سوى شريط يلف بسرعة زمننا الحالي بأخبار بايتة كما هي فوانيسهم الرمضانية.. دمتم بخير.