لم يقتصر الإعداد للموسم الجديد وللدوري تحديدًا على الفرق الكروية فالقناة الرياضية السعودية دخلت أجواء التحدي بمعسكر إعدادي مواكب لمعسكرات الأندية يتضمن في تفاصيله إعمال العقل والتفكير والتكتيك الملائم لمواجهة مغامرة نقل مباريات الدوري السعودي وبقية منافسات الموسم الكروي، من الطبيعي أن القناة الرياضية لن تخوض مباريات ودية كالأندية ولن تستعين بلاعبين أجانب ومدربين جدد ولكنها بالتأكيد ستنهج نهجًا جديدًا إن أرادت تغيير معالم الرتابة المعتادة في النقل والتحليل والرصد المهني واللقاءات الميدانية بالاستعانة بالخبرات الأجنبية المحترفة في النقل التلفزيوني واستقطاب أفضل الخبرات التدريبية المحلية والعربية والنجوم السابقين في مواكبة مباريات الدوري باستديوهات تحليلية مهنية بعيدة عن الميول الطاغي والمجاملات التي لم يعد لها وجود في ثقافة الجماهير الرياضية في زمننا هذا، فقد أصبحت هذه الجماهير على درجة عالية من الفهم والتمييز والمعرفة بل إنها أصبحت شريكة للإعلام الرياضي في نقد السلبيات وإبرازها من خلالها متابعتها الدقيقة للقنوات الرياضية العالمية والعربية المحترفة ومن ثم إعمالها عنصر المقارنة بين ما يجري هناك وما يجري هنا .. أعرف تمامًا المجهودات الكبيرة التي يقوم بها الأمير تركي بن سلطان المشرف العام على القناة الرياضية وفريق العمل في القناة واللجنة الخاصة بالنقل التلفزيوني لمباريات الموسم الكروي السعودي من أجل تهيئة كافة الأجواء الملائمة لنجاح التجربة الجديدة التي تمر بها القناة السعودية الرياضية والتحدي القادم الذي يحتاج إلى عمل دؤوب وتشخيص دقيق لما كانت عليه قناتنا الرياضية وما يجب أن تكون عليه في المستقبل، فالمهمة ليست سهلة والخروج بثوب جديد يرضي المشاهدين من الصعوبة بمكان أن يحدث ما لم تكن هناك سرعة في العمل يسابق الوقت على تغيير الصورة الإعلامية للقناة والانطباع الموجود لدى المتابع السعودي ويجابه شكوكه في أن تنجح القناة في مواجهة طوفان النقل التلفزيوني والرصد المهني لأحداث الموسم، ومن هذا المنطلق فإن الأمير تركي بن سلطان وعادل عصام الدين وغانم القحطاني وبقية فريق العمل سيضعون أسئلة افتراضية وسيجيبون عليها بكل صدق وشفافية ومن ثم العمل على تحويلها إلى واقع ملموس ومفاجأة المشاهد السعودي والعربي بعمل يغير معنويًا الصورة التي يحملها ذهنيًا عن القناة مع ثقتي بأن الأمير تركي وفريقه قادرون على تحقيق النجاح والانتقال بالرياضية السعودية إلى موقع المنافسة بأحدث أساليب النقل التلفزيوني والمواكبة الميدانية المهنية، والأسئلة التي يجب أن يضعها المهتمون نصب أعينهم والإجابة عليها بعد التعاقد مع شركة محترفة للنقل التلفزيوني حسب ما نشاهده على مستوى نقل مباريات كأس العالم هي : هل مستوى عدد كبير من المذيعين الميدانيين في المباريات مناسب من حيث المخزون اللغوي والحضور الذهني والأسئلة المباشرة المركزة؟ وهل هناك عدد كاف من المعلقين الأكفاء الذين يجذبون المشاهدين لمتابعة المباريات عبر القناة الرياضية؟ كثيرون يحمدون الله أننا تحررنا من احتكار (الجزيرة) التي حجمت الدوري السعودي وأضعفت انتشاره، فهل تصلح قناتنا الرياضية ما أفسدته (الجزيرة)؟