أعتقد أن الأمير نواف أراد أن يبعث برسالة واقعية إلى المجتمع الرياضي لكن البعض لم يستوعبها، وآخرون يرفضون دائماً التجديد والتغيير. المجتمعات غير المتطورة هي التي ترفض فكرة التجديد حتى تفرض عليهم. الفترة البسيطة التي استلم فيها نواف القيادة أحدث تغييرات سريعة في قوة القرار وعدم مجاملة الآخرين وإعطاء الأنظمة حقها وقوتها، وأن أي شخص ليس فوق القانون مهما كان، وهي سياسة والدنا خادم الحرمين والتي تتماشى مع روح العصر، والمجتمع الرياضي أصبح فاقداً الأمل والثقة في تطبيق القانون خاصة على من يسمون بالأندية الكبيرة، والآن أصبح لدى البعض الأمل في أن تتغير سياسة (قُبل شكلاً ورُفض موضوعاً) إلى قوة وحزم في تطبيق النظام ومحاسبة المقصر، والذين يربضون على المناصب ويتعالون على خلق الله ويعاقبون كل من ينتقدهم أصبحوا الآن يدركون أن هذه السياسة لا تنفع في ظل الحرية والديمقراطية المقننة وليست الفوضى التي يطلق فيها الإنسان العنان ليقذف ويتهم دون دليل ليدرك رؤساء الأندية ومديرو المكاتب والمسؤولون في الرئاسة أن الأخطاء لن تمر دون عقاب فقد صدرت قررات تاريخية بإعفاء الأمين العام، وسحب نقاط الوحدة لتهبط للدرجة الأولى، وإعفاء رئيس الوطني، وقبول احتجاج الأهلي بحق الشباب، وهنا يلحظ أن مثل هذه القرارات تصب في مصلحة الكرة السعودية لأن المخطئ سيحسب ألف حساب وستعود روح الثقة إلى الشارع الرياضي ودليل واضح على قوة وروح القيادة التي يتمتع بها الأمير نواف وهذا ليس غريباً على شخص تربى في أحضان والده فيصل وجده فهد بن عبد العزيز (رحمهما الله)، ولكن القدرات وحدها لا تحقق النجاح فلابد أن يكون مع هذا التطور القيادي وقفة جماعية مساندة سواء من العاملين القريبين أو من البعيدين حتى يتحقق النجاح، وإذا تعودنا على القرارات القوية المنصفة فلن تكون هناك احتجاجات والاستعانة بالمحكمة الدولية ولن يكون هناك قلق أو خوف إذا كل واحد صار خصيماً لنفسه، فالمثل الشعبي يقول (لا تبوق ولا تخاف)، والمصريون يقولون (امش عدل يحتار عدوك فيك) وإن كان بعضهم لا يحتارون ويستطيعون تحويل الإيجابيات إلى سلبيات، لكن المتلقي عليه أن يكون فطناً، ولعل زمن نواف سيكون فيه الخير ابتداء من بطولة الناشئين وروعة الفوز لشبابنا على كرواتيا، وكان الأخضر الكبير مبدعاً بخماسية تجعلنا نقول أول الغيث قطرات وليس قطرة واحدة.