مرور مدة على دخول اللاعب سعد الحارثي فترة الستة أشهر دون أن يحسم موضوعة بالتجديد أو الانتقال لنادٍ آخر يدفع إلى القول إن اللاعب أصبح في حالة مشوشة وسط تجاذبات تحيط بمستقبلة الرياضي بين أطراف ثلاثة الود غائب بينهم. وبدا الحارثي تائهاً على ما يبدو بين ثلاثي متنافر يتمثل في رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي وعضو الشرف الأمير ممدوح بن عبدالرحمن -الذي يعد الأيام في انتظار اليوم (المجيد) لرحيل فيصل- ومدير أعماله ذيب الدحيم المتشدد ونظرة الإدارة إلى سلوكه التعاملي بعدم الارتياح. فالإدارة أرسلت تلميحات هي أقرب إلى القول إن اللاعب لم يقدم مستوى يشفع له في فرض مطالبة والمغالاة في سعرة واللاعب لم يلتقط الإشارة بوضوح لتداخل موجة الأمير ممدوح في التشويش عندما أعلن عن أنه سيتكفل بتجديد مشروط لعقد سعد لمدة سنة من (جيبه) وليس من ملايين النصر (الصعبة التحصيل) لدى شركته ماسا. وعرض الأمير ممدوح المشروط بهذه المدة القصيرة أقرب إلى الاستفزاز منه إلى شيء آخر والانتهازية في العرض حاضرة باستغلال ظروف الإدارة المالية بزيادة الضغط عليها وإحراجها أمام الجماهير ويمكن إدراج (حركة) التجديد المشروط على أنها فرض رأي على الإدارة التي هي من حقها أن تحدد مدة وشروط العقد. ولو كان الأمير ممدوح بكر في ظل الأزمة المالية التي تحيط بالإدارة وأظهر حسن النية بتسديد مستحقات النصر على شركته ماسا البالغة 3.6 ملايين ريال في وقت مبكر وأعقبها ب(الأعمال الصالحة) بتجديد عقد سعد لربما أعطى مصداقية لعرضه (الإعلامي) وسيكون للعرض قراءة وفوائد أخرى بفتح نافذه قابلة للتوسع لمصالحة الجماهير والاقتراب (إيجابياً) من الإدارة. وعلى الأرجح أن العرض الأخير يمكن إدراجه على أنه ضرب من ضروب المزايدات واستغلال الفرص متى ما كانت سانحة.. فالموضوع في ظاهره حرص على مصلحة الكيان ونجمه الحارثي وباطنه مناورة هدفها دغدغة مشاعر الجماهير ومآرب. وسعد يعرف أكثر من غيرة بالأجواء المحيطة وأن المغالاة في المطالب بتأثير من مدير أعماله المتصلب قد يبقيه في دائرة القلق في المدة الباقية من عقدة مع النصر والتي تنتهي في يناير المقبل وربما يجد نفسة مضطراً لشراء ما تبقى في عقده والذهاب إلى نادٍ يناسبه عرضه سواء محلياً أو خليجياً. ومن سوء حظ سعد أنه لم يقدم في السنوات الأخيرة ما يشفع له أن يكون في دائرة اهتمام الأندية الكبيرة للاستفادة من خدماته ومنها ناديه؛ كما أن مدير أعماله (يلعلع) في الفضائيات منذ أسابيع ولم يظهر أي عرض جدي. يبقى القول إن وضع الحارثي ليس الوحيد المعلق في النصر خاصة والصورة لم تتضح بعد حول الأجانب والمدرب باستثاء صفقتين محليتين هلاميتين سخرت منها جماهير العالمي قبل غيرها. والجماهير النصراوية تنتظر عودة رئيسها اليوم (الأحد) من أمريكا والقلق والانتظار والخوف من خيبة الأمل تتكرر من جديد في ظل أوضاع ضبابية وأزمة مالية لم تحل عملياً بعد مع اقتراب موعد عودة نجوم الفريق من إجازاتهم بلا مدرب وبلا لاعبين أجانب مؤثرين. والكلام المتداول في الإعلام عن وعود بدعم خزينة النصر لإطفاء الديون ومواجهة الاستحقاقات المقبلة سيبقى كلاماً يشبه بيع (السمك في البحر) إن لم يحدث تطوارات إيجابية لإنقاذ الفريق وإطفاء الديون وميزانية عامرة لموسم مقبل مدروس يضع الفريق بكل اقتدار في قلب المنافسة دون خوف من دحرجة في آخر المشوار.