حزنت كثيرا، ودمعت عيناي، بعد أن شاهدت رئيس نادي الوحدة جمال التونسي وهو ينفجر باكيا أمام كاميرا التلفزيون، لقد عجز التونسي أن يقاوم رغبة عارمة بالبكاء بعد أن ارتطمت بداخله مشاعر متناقضة، الفرح بتألق وفوز فريقه أمام الاتفاق، والحزن على هبوط هذا الفريق بقرار إداري. ولا أشك مطلقا في أن كل من شاهد الموقف تأثر وتعاطف مع التونسي ونادي الوحدة في هذا الموقف الصعب الذي يمرون به، ومع هذا أعجبني موقف الأمير نواف بن فيصل الذي تمسك بقرار لجنة الاستئناف، وأعلن إفساح المجال أمام الوحدة والتعاون لرفع القضية إلى المحكمة الدولية في الاتحاد الدولي، مرسلا عبر هذا الموقف رسالة واضحة وقوية وهي أننا تغيرنا، أجل تغيرنا، ولن يكون للمجاملات ولا للعواطف ولا للحسابات الأخرى تأثير على قرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه المختلفة مهما كانت التحفظات والملاحظات على أداء هذه اللجان. وهذا ما كنا ننادي به منذ سنوات وينبغي الآن وقد تحقق أن نقف بقوة مؤيدين وداعمين له مهما كانت الإشكالات وردود الفعل التي ينتجها مثل هذا التحول الاستراتيجي في سياسة الاتحاد السعودي لكرة القدم. لقد شهدنا هذا الموسم إشكالات وأخطاء كثيرة من الجمهور ومن الأندية ومن لجان الاتحاد السعودي أشغلت المسؤولين والشارع الرياضي وهي ضريبة لابد من دفعها في هذه المرحلة الانتقالية من تاريخنا، وسيكون نفعها أكثر من ضررها، يجب أن نفهم جيدا أن لدينا إرثا ثقيلا من العمل الارتجالي المتجذر في مؤسساتنا وأنديتنا الرياضية، وأن عملية التغيير التي نمر بها لها مهر ولها أثمان صعبة وعلينا أن ندفعها بطيب خاطر، ولا شك أن أحداث هذا الموسم بكل ما حفلت به من أخطاء وارتباك وما تركته من تداعيات ستصقل خبرتنا بما يساعدنا على تحقيق أقصى درجات النجاح في المواسم المقبلة، المهم هو استخلاص العبر والدروس من تجارب هذا الموسم والعمل على عدم تكرار أخطائنا في المواسم المقبلة. أجل، أجل لقد تغيرنا، وينبغي علينا جميعا أن نفرح ونصفق وندعم هذا التغيير كل من موقعه، وأن لا يكون مضيق مصالح أنديتنا سببا لإعاقة هذا التغيير والتشويش عليه وخلق المتاعب أمام من يقودونه بصبر وإصرار يستحق الإعجاب. أعتقد أن الجميع يتفقون على أن الأمير نواف بن فيصل يقود عملية إصلاح وتحديث وتطوير في مؤسساتنا الرياضية ومن حقه علينا جميعا في الأندية وفي الإعلام أن نكون عونا له في إنجاز هذه المهمة الصعبة، ومساعدته في تحقيق الإصلاح الذي لطالما كنا نطالب به ونلح عليه. بوصلة: كثير من الذين طالبوا بإصلاح المؤسسات الرياضية واعتماد الاحترافية في عملها نجدهم اليوم متورطين في وضع العصي في دواليب قاطرة الإصلاح التي يقودها أمير الشباب نواف بن فيصل، متذرعين بالدفاع عن حقوق أنديتهم فيما هم في الواقع يعوقون عملية الإصلاح.